لا يحق لـ”اسرائيل” المطالبة بتعويضات ليهود المدينة او اليمن او غيرهم!

ثلاثاء, 10/06/2020 - 09:31

البروفيسور محمد علي الفرا
تصلنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي رسائل وفيديوهات عن انه هناك نوايا اسرائيلية بمطالبة اسرائيل بتعويضات عن مزاعمهم بحقوق اليهود في البلاد العربية وبخاصة في منطقة المدينة المنورة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد سألني بعض الاصدقاء ان ابدي رايي في هذا الموضوع . اقول ان هذا الموضوع يحتاج بحثه الى مقالات ولذلك ساكتفي بالتركيز على يهود المدينه لاسباب منها انها كانت اكثر الحالات ذكرا . ويتركز ردي على شكل نقاط على النحو التالي:
1- من هم اليهود؟ اليهود لا يشكلون شعبا ولا قومية مثل الشعوب والقوميات المتعارف عليها علميا وانما هم اتباع ديانه وهي الديانة اليهودية والتي انتشرت في انحاء العالم شانها شان المسيحية والاسلام ولم تنحصر في بني اسرائيل بل اعتنقها اهل الخزر على بحر قزوين وشكلوا في القرن السابع للميلاد دولة وتفككت في القرن السابع عشر وتوزع سكانها في اوروبا وهم الذين انشاوا فيما بعد اسرائيل وهؤلاء لا علاقة لهم بالشرق ولا بإسرائيل انما اصولهم قوقازية مثل الاتراك ، وهناك يهود افريقيا وبخاصة في اثيوبيا ويطلق عليهم يهود الفلاشا وهم من اصول حبشية وهناك يهود من اصول بربريه ، وحينما دخل القائد الاسلامي زهير بن قيس شمال افريقيا لفتحها كان يحكم البربر امراة كان يطلق عليها الكاهنة وكانوا يدينون انذاك باليهودية ، اما يهود المدينة فكانوا عربا اقحاح تهودوا اي اعتنقوا اليهودية وفي هذا يقول المؤرخ العربي التراثي اليعقوبي في كتابه المسمى تاريخ اليعقوبي بان يهود المدينة عرب تهودوا ولم يكونوا يهودا تعربوا ولو لم يكونوا عربا لما صاهرهم العرب انذاك ، وذكر ان اسماء قبائلهم نسبة الى مواطنهم الاصلية فعلى سبيل المثال فان يهود بني النضير هم فخذ من جدام تهودوا ونزلوا بجبل يقال له النضير فتسموا باسمه وكذلك بنو قريظة نسبة الى جبل يقال له قريظة.
2- بما ان يهود المدينة كانوا عربا اي جزءا من الشعب او الامة العربية وكذلك كان عرب اليمن حينما تهودوا في عهد حاكمهم اسعد ابو كرب وان الدولة الحميرية المعروفة في التاريخ كانت ديانتها يهودية وشعبها عربي اصيل ، وانه حينما جاءت المسيحية تحول كثير من العرب اليها وحينما جاء الاسلام اسلم كثير من العرب وهذا يعرفه الجميع ، وبناء علية لا يحق لاسرائيل المطالبة بالتعويض ليهود المدينة او اليمن او غيرهما لان اليهود كانوا عربا ورعايا في الدولة الاسلامية مثل اليهود في روسيا والدول الأوروبية اليوم هم يهود دينا ولكن رعايا لتلك الدول ومن مكونات تلك الدول ونسيج مجتمعاتها ولا يشكلون شعبا ولا قومية لها مقومات الشعب والقومية ولذلك لم نسمع ان يهود روسيا طالبوا باستعادة الدولة الخزرية اليهودية التي دام حكمها نحو ثمانية قرون ولم يطالبوا روسيا بان تعوضهم باملاك تلك الدولة وكذلك فإن اسرائيل لم تطالب اي دولة في بمثل هذا الطلب لانه مخالف للقانون، اما مطالبة اسرائيل لالمانيا بعد الرب العالمية الثانية بالتعويضات فكانت بسبب تعرض اليهود في عهد هتلر كما ادعوا انهم تعرضوا للمذابح اي الهولوكوست اما في بلادنا فلم يحدث شيء من هذا بل على العكس من ذلك عاشوا في البلاد العربية معززين مكرمين وفي الاندلس عاشوا عصرهم الذهبي ولما طرد العرب من الاندلس طردوا معهم ورحلوا الى البلاد العرببة ليعيشوا بين العرب مكرمين وهذا ما تشهد به كتبهم ومصادرهم ولكن وللاسف كان جزاء العرب كجزاء سنمار.
وللاسف هناك كثير من العرب ومنهم متعلمون ومثقفون انطلت عليها اكاذيب اليهود الصهاينة والتي فيها يزعمون بان اليهود يشكلون شعبا وقومية ، وهذا الزعم والادعاء فنده ونفاه علماء اجناس وعلماء اجناس ومؤرخون اجانب كثيرون ومنهم اسرائيليون نذكر منهم شلومو ساند استاذ التاريخ بجامعة تل ابيب وذلك في كتابه : اختلاق الشعب اليهودي The Invention Of The Jewish People وكتاب المؤرخ التوراتي الشهير كينيث واتلام في كتابه: اختلاف اسرائيل القديمة .. اسكات التاريخ الفلسطي القديم ، وكتاب المؤرخ اليهودي كويستلر في كتابه : the thirteenth tribe ,the khazar empire and its heritage ، انا تعمدت ان اركز على مؤلفات اليهودي مع ان هناك مؤلفات كثيرة لغيرهم منها كتاب لي عنوانه: اليهود .. الاسرائيليون.. العبرانيون.. الصهاينه .. اساطيرهم وحقيقتهم ومصير دولتهم . واختتم رسالتي بعبارة للمؤرخ التوراتي الشهير كينيث وايتلام يتساءل فيها بقوله : متى يحرر العرب تاريخهم من الاسر التوراتي.
قال ذلك لانه تبين له بأن التاريخ العربي القديم وبخاصة تاريخ فلسطين مستمد من مصادر توراتية ، وفي ذلك يقول عالم الاثار الاسرائيلي اسرائيل فنكلشتاين في كتابه الشهير The Bible ..Unearthed يقول بان العهد القديم يحتوي على كثير من الخرافات والاساطير التي تنفيها المكتشفات الاركيولوجية ، ومن المعلوم ان الخمسة الاسفار الاولى من العهد القديم وهي : التكوين والخروج واللاويين والتثنية والاشتراع هي ما يطلق عليه التوراة والتي تعني الشريعة او القانون.
واخيرا اتمنى ان يتحرر العرب وبخاصة المتصهينين منهم من كثير من الخرافات والاساطير التوراتية والمقولات اليهودية.
كاتب فلسطيني