محنة الطلاب / شيخاني ولد الشيخ ولد محمد يحي

جمعة, 05/29/2015 - 01:00

من أصعب المواقف وأحلكها أن تتخلي عنك بلادك في وقت أنت في أمس الحاجة إليها ، وليس يقدر صعوبة هذا الموقف إلا من عايشه وشاهده عيانا .
وتخلي الدولة أو إخلالها بالوظائف الموكلة إليها خاصة في هذه الفترة

 أصبح أمرا عاديا لا يثير جلبة ولا يستحق رد فعلا لكثرة ما يتكرر .
لكن  أن يتعلق بفئة هشة ضعيفة غريبة يعتورها النقص وتواجهها صعوبات جمة قد تعيقها عن تحقيق طموحها المنشود فهذا يستحق منا جميعا لفت الإنتباه إليه .
يقال إن الفقر في الوطن غربة فكيف إذا كان في الغربة ، حينها تكون الغربة مزدوجة تتضمن في تجاويفها كدورات عدة تحيل إلي البؤس ومن ثم لليأس لمن يجب أن يكون أعلي مقاما من هذا .
إننا أمام وأد لقدرات طور التكون نحن في أمس الحاجة إليها ولن نملك إليها سبيلا حين نحتاجها وقد ضيعناها في وقت كانت رطبة وكانت إقامة عودها من أسهل الأشياء  .
من جديد نضيع المليارات في الزيارات الكرنفالية  الإستعراضية التي لا طائل من وراءها ونترك مستقبل أجيال عديدة في مهب الريح .
تشكل مجالس للمشاورات حول الشباب ، ويعرض عن أحقهم بالمشاورات .
لعلنا لا ننسي أنه في هذه السنة المسماة بالتعليم يتم حرمان المئات من الطلبة من المنح التي هي حق قائم لهم .
هل يستحق هؤلاء الطلبة هذا المصير ؟
هم شباب تفوقوا واجتهدوا في دراستهم واستحقوا عن جدارة المنح ، وتغربوا عن الوطن وفارقوا الأحبة من أجل أن ينهلوا علوما تساهم في تقدم بلدهم ونيله مركزا مرموقا بين البلدان .
وإذا به يوجه له طعنة في الظهر ويضاعف العقبات والعراقيل أمام تحصيلهم العلمي ، تتكرر المأساة دائما وفي كل البلدان : تحاصر السفارات الموريتانية من قبل الطلاب المحرومين من المنح .
حان لهذا المسلسل التراجيدي أن ينتهي ويولي  ، ليدع الطلاب لمسيرتهم التحصيلية  أن تكون دولتهم عونا لهم لاعدوا لهم .
ولو كان الطلبة الموريتانيون يمثلون ثلمة في شرف بلدهم لكانت للنظام الحق ي قطع المنح ، لكنهم يمثلون صفحة مشرقة ويمثلون البلد أحسن تمثيلا علي كل الأصعدة من تفوق دراسي إلي التزام أخلاقي واستقامة شرعية .
إذا لم يقع موقعه هذا التصرف الروتيني من النظام وحق لهؤلاء الطلبة أن يجدوا ما يعينهم علي دراستهم .