لننقذ تعليمنا الكاتب و الباحث باب ولد محمد

أربعاء, 05/27/2015 - 01:44

يخفى على أحد  ما للتعليم من أهمية في التنمية والتربية مما يضمن استمرار الأمم وتقدمها وهذا ما أشار إليه الدكتور عبد الله الزاهي في تاريخ التربية حيث يقول  "ميجي الإمبراطور الذي قاد نهضة اليابان عام 1868م وقد تم تحقيق تلك النهضة الكبرى كما نعلم عن طريق العناية الخاصة التي وجهت للتربية ولاسيما التربية المهنية وتعميم التعليم الابتدائي" أما في في بلدنا  الذي لا يزال يعاني من التخلف ومعوقات الوحدة الوطنية يتعرض فيه هذا القطاع لتدهور ملحوظ  والكل مجمع  من قمته إلى قاعدته على أن قطاعنا التربوي عاجز عن أداء مهمته فمنذ أزيد من ثلاثة عقود بدأ في الانحدار إلى أن أصبح على هذه الحالة لأننا أصبحنا نهتم  بكل شيء ما عدى قطاع التعليم حيث تم تسييسه ووجدت الدولة فيه ملاذا لامتصاص البطالة التي تعتبر معضلة لا زال يستعصي عليها حلها كما أننا اعتبرناه جاذبا لاستثمارات الممولين التي لا يعود على المواطن منها إلا النزر القليل وليت المصيبة توقفت عند هذا الحد بل أصبح القطاع يوكل بتسييره لكل من هب ودب بدلا من أن نكل بتسييره إلى أكفئ أطرنا من أبنائنا

ولا غرابة إن امتدت أيدي عابثة إلى برامجه فهدمتها وتسرب إليه الدخلاء فمسخوا أجيالنا إن كل غيور على بلاد الرباط والمنارة يستغيث لكن ليس هناك من مغيث فلا حياة لمن تنادي لأنه توقف نبضه ومات فيه الضمير إلا إذا كان إقدام بعض أحزابنا السياسية على تنظيم ملتقيات أو ندوات أو المصادقة على توصيات تتعلق بالتعليم يحمل بادرة أمل تحطم جدار صمت النخبة عن هذا القطاع الذي لم يعد مقبولا فطوبى لتلك الأحزاب كلها سواء كانت يمينية أو يسارية و قمين بمجتمعنا المدني والسياسي أن يحذو حذو تلك الأحزاب حتى يهتم الرأي العام كله بنظامنا التربوي الذي نحسبه طوق نجاة لهذا الوطن المجيد الذي تركه خير سلف لخير خلف الذي هو نحن إن تحملنا الأمانة

يجب أن لا يشغلنا السجال السياسي فيما بيننا وكذلك التجاذبات الاجتماعية عن جسامة وخطورة ما يعانيه هذا القطاع لما له من أهمية بالغة في حل تلك الإشكالات كلها وإمكانيته في رفع تحديات الحاضر و المستقبل  لأنه يتعذر علينا أن نبني وحدة وطنية قوية وكذلك إرساء ثقافة ديمقراطية في المجتمع في ظل عجز المدرسة الجمهورية عن القيام بدورها