احتجاجٌ صهيونيٌّ للبرلمان الأوروبيّ بسبب استضافة الكاتب الفلسطينيّ خالد بركات

سبت, 07/20/2019 - 11:44

تقدّمت أحزاب وشخصيات يمينيّة وصهيونيّة بعريضة احتجاج غاضبةٍ إلى رئيس البرلمان الأوروبيّ ديفيد ساسولي ضدّ استضافة الكاتب الفلسطينيّ خالد بركات ووفد من “شبكة صامدون للدّفاع عن الأسرى الفلسطينيين”، الذي التقى في يوم 10 تموز (يوليو) الجاري أنصار فلسطين وعضو البرلمان اليساري مانو بينيتا (كتلة اليسار الموحد) الذي دعا بركات إلى جلسةٍ خاصّةٍ في البرلمان للحديث حول الحظر السياسيّ المفروض على الكاتب الفلسطينيّ في ألمانيا منذ 22 يونيو (حزيران) الماضي.

وكان خالد بركات قد صرحّ في حديثه له داخل البرلمان إنّ تاريخ أوروبا استعماري وعنصري ويدها مُلطخة بالدم الفلسطيني والعربي ودماء شعوب كثيرة في العالم وعلى شعوب أوروبا أن تستيقظ من سباتها وتنتصر للفلسطينيين وللعدالة وان ينتهي الاستعمار الاقتصاديّ وكلّ أشكاله في العالم، على حدّ تعبيره.

وأضاف بركات في سياق حديثه بالبرلمان الأوروبيّ أنّ الشعب الفلسطيني لن يرفع الراية البيضاء أوْ يوقف نضاله المستمر من أجل عودة اللاجئين إلى وطنهم وديارهم وتحرير فلسطين من النهر إلى البحر، كما أكّد بركات خلال حديثه.

بالإضافة إلى ذلك، هاجم بركات وزارة الشؤون الإستراتيجيّة الإسرائيليّة ووزير الأمن الداخليّ في حكومة بنيامين نتنياهو، غلعاد أردان واصفًا إيّاه بـ”العنصريّ” و”مجرم الحرب” الذي يقمع الأسرى في السجون الإسرائيلية ويقف خلف عملية التحريض ضد الفلسطينيين وأنصارهم في ألمانيا، على حدّ قوله، مُطالبًا في الوقت عينه بمقاطعة وعزل إسرائيل بشكلٍ كاملٍ ودعم مقاومة الشعب الفلسطينيّ، طبقًا لأقواله.

واعتبر بركات أنّ الهجوم العنصريّ ضدّ أنصار فلسطين في ألمانيا هدفه إسكات الصوت الفلسطينيّ المُدافِع عن حقوق شعبنا في فلسطين وحقوق اللاجئين والأسرى ومَنْ يرفعوا صوتهم ضدّ الحروب وضدّ الحصار المفروض على شعبنا في قطاع غزة، كما أكّد في مُداخلته في البرلمان الأوروبيّ.

ومن الجدير بالذكر في هذا السياق، أنّ أعضاء في البرلمان الأوروبيّ من خمسة أحزابٍ يمينيّةٍ وعنصريّةٍ قاموا بتقديم احتجاجٍ لرئيس البرلمان ساسولي على زيارة بركات للبرلمان، كما طالبوا بالتحقيق حول نشاط محمد الخطيب منسق شبكة صامدون في أوروبا. ويأتي احتجاج أنصار إسرائيل إلى رئيس البرلمان الأوروبي تزامنًا مع تصاعد حملة دولية وحقوقية طالبت برفع الحظر السياسي المفروض على بركات في ألمانيا.

إلى ذلك، نشرت وزارة الشؤون الإستراتيجيّة الإسرائيليّة على موقعها تصريحًا للوزير اليمينيّ المتطرِّف غلعاد أردان يُبارك فيه الهجوم الألماني المستمر على حركة المقاطعة (بي دي اس) وقرار إغلاق حسابات بنكية تابعة للجان المقاطعة (بي دي اس) والحظر السياسيّ المفروض على الكاتب الفلسطيني خالد بركات وعدم تجديد إقامته في ألمانيا. يُشار إلى أنّ إسرائيل تعتبِر حركة المُقاطعة (BDS) تهديدًا إستراتيجيًا على أمنها، كما أكّد الوزير المُتطرِّف أردان.

واعتبر الوزير الإسرائيليّ أنّ سياسة “أثر الفراشة” التي تتبنّاها وزارته حققت نتائج في الآونة الأخيرة ضد نشاط الفلسطينيين في ألمانيا خاصّةً إدانة البرلمان الألماني ( بوندستاغ ) لنشاط حركة المقاطعة واعتبارها أحد إشكال معادة السامية، بحسب قوله.

وقالت الوزارة في تقريرها الصحافيّ إنّ حظر الكاتب الفلسطينيّ خالد بركات وعدم تجديد إقامته في ألمانيا جزء ممّا أسمته “محاربة الإرهاب”، مُعتبرةً في الوقت عينه أنّ بركات قياديّ في الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين ويؤيّد النشاطات الإرهابيّة ضدّ المدنيين الإسرائيليين، على حدّ تعبيرها، كما اتهمت الوزارة في تقريرها “شبكة صامدون” بتنظيم حملاتٍ مركّزةٍ لإطلاق سراح قادة الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، بحسب ما جاء في موقع الوزارة.

وقالت شارلوت كيتس المنسقة الدّولية لشبكة صامدون إنّه من الطبيعيّ أنْ تقوم وزارة العنصري غلعاد أردان بصناعة الأكاذيب اليومية وتبالغ في تقاريرها وبما تسميه “إنجازات” وَهميّة ضد (بي دي أس). واعتبرت كيتس أنّ هدف هذه التقارير تشويه الواقع وصورة النضال الفلسطيني وتشويه صورة الذين يقاتلون من أجل حرية وحقوق الشعب الفلسطيني بما في ذلك اليهود المؤيدين للنضال العربي وللحقوق الفلسطينية، على حدّ تعبيرها.

وأكّدت كيتس أنّ ما يجري في الحقيقة هو استقواء إسرائيل بحلفائها في الغرب لأنّها أعجز من أنْ تُواجِه تنامي حركة المقاطعة الدولية (بي دي اس)، خاصّةً في بلدان مثل ألمانيا وفرنسا وهولندا وبريطانيا والولايات المتحدة، وفق تعبيرها.

وختمت كيتس تعليقها بالقول إنّ ما يُخيف الصهاينة في الحقيقة هو تصاعد الصوت المؤيِّد لفلسطين والدور المتنامي للاجئين الفلسطينيين وللعرب في ألمانيا وتنظيم أنفسهم وقدراتهم أكثر في مؤسساتٍ فاعلةٍ وحملاتٍ شعبيّةٍ تكشف للرّأي العام طبيعية إسرائيل التوسعيّة والعنصريّة وزيف المشروع الصهيونيّ الاستعماريّ الاستيطانيّ في فلسطين المحتلة، على حدّ قولها.