السعودية على وشك انهاء ولاية الرجل على المرأة كحكم شرعي

جمعة, 07/12/2019 - 15:28

في افتتاحية لصحيفة “التايمز” عن خطط الحكومة السعودية تخفيف القيود على حركة المرأة وسفرها قالت فيها إن الوقت قد حان لتبني قادة العالم قضية المرأة السعودية والحديث نيابة عنها وتحت عنوان “أنا ولية نفسي” قالت فيها: “التمييز الجنسي هو أبارتيد/تمييز عنصري لكن العالم لا يبالي. ولا يوجد مكان واضح فيه من العالم إلا السعودية. مشيرة إلى التقرير الذي نشرته حول خطط الحكومة السعودية تعديل قانون وصاية الرجل على المرأة والسماح لها بالسفر بدون إذن من ولي أمرها. ومع أن هذه الخطة تعتبر خطة مهمة على تقرير تحرير المرأة السعودية إلا أنه يجب أن تذكرنا بالطريقة الواسعة البتي تميز فيها السعودية ضد نصف سكانها وصمت الحلفاء الدوليين لها على هذا الموضوع”.

وترى الصحيفة أن الخطة ليست كافية فلو تم رفع الحظر عن حرية المرأة بالسفر فهي ستظل بحاجة للحصول على إذن وليها لكي تتقدم بطلب حصول على جواز سفر ومن غير المحتمل أن تسيطر على مالها. وحتى قبل عامين لم تكن المرأة السعودية قادرة على المشاركة في سوق العمل ولم تكن نسبة العاملات تتعدى 13%. وبشكل عملي، فسيادة المرأة على المجتمع مستشرية بحيث لا تحصل المرأة على حرية قانونية بدون موافقة الرجل، وهو الولي الذي يجب أن تحصل المرأة منه على كل موافقة، مشيرة إلى الشعار الذي أصبح صرخة الحرية للمرأة السعودية “”أنا ولية نفسي”. وتقول الصحيفة إن المرأة السعودية متعلمة بدرجة عالية، لأنه هو المجال الوحيد المتوفر لها. وقالت إن الناشطات الداعيات لحقوق المرأة تم القبض عليهن مثل لجين الهذلول وإيمان النجفان اللتان لا تزالان في السجن. وقالت إن الهذلول سجنت عام  2014 لمدة 73 يوما بسبب قيادتها سيارتها، وكانت مع غيرها يواجهن الإضطهاد الديني والجنسي وكان من المفترض أن يعرف العالم أسماءهن، ومع ذلك أدار العالم ظهره لهن.

وأشارت الصحيفة إلى سلسلة درامية على قناة “أتش بي أو” بعنوان “هاندميز تيل” والتي تفر فيها نساء من مجتمع أبوي أمريكا إلى كندا. وكان في هذا العام حكاية موازية وحقيقية لفتاة فرت من السعودية إلى كندا، في إشارة إلى رهف محمد التي حاولت الفرار إلى استراليا عبر تايلاند ولكنها منحت اللجوء السياسي في كندا. وتعتبر حالة رهف من أكثر القصص شهرة رغم وجود عدد من البنات السعوديات اللاتي يحاولن الفرار من المجتمع الذكوري السعودي بحثا عن حرية في دول أخرى. وتقول الصحيفة إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اتخذ خطوات بسيطة لتحرير المرأة مثل السماح لها بقيادة السيارة وعين أول سفيرة للسعودية في واشنطن. وكشفت منظمة مراسلون بلا حدود عن شكوى المسؤولين السعوديين من وجود اسم بلادهم في أدنى قائمة الدول من ناحية مؤشر الحرية. وترى أن حديثهم جاء بعد أقل من عام على مقتل الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول، ولهذا فشكاواهم هي نوع من الوهم، خاصة أن هبوط مرتبة المملكة في المؤشر له علاقة بالجريمة البشعة. وفي اتجاه آخر يعتبر هذا نوع من الوعي المتزايد بصورة المملكة في العالم بسبب نظامها الإجتماعي المتشدد. وقالت الصحيفة إن السعودية ستستضيف في تشرين الثاني (نوفمبر) 2020 اجتماعات قمة العشرين.

وسيكون قادة العالم واعين بوجودهم بمدينة في ساحة القطع حيث يتم قطع رؤوس المجرمين بالسيف، ومن بين الأمور العديدة التي سيتباحثون فيها عليهم تخصيص وقت للحديث نيابة عن المرأة السعودية. وترى كاثرين فيليب في نفس الصحيفة أن الإصلاحات التي أعلن قرنت بالقمع، فمن شاركن في حملة “أنا ولية أمري” يخفن اليوم من استخدام التويتر. وفي نفس اليوم الذي قررت فيه الحكومة رفع الحظر عن قيادة السيارة عام 2017 شنت حملة ضد الناشطين والداعين لحرية المرأة. وقبل شهر من بدء تطبيق القرار قام الأمن السعودي بحملة اعتقال للنساء الناشطات حيث تم تعذيبهن وتهديد بعضهن بالإغتصاب والقتل. وقتل جمال خاشقجي الذي كان صوتا في محاولات استعادة الخطاب الإجتماعي للبلاد من الذباب الإلكتروني بطريقة بشعة في القنصلية السعودية باسطنبول. وترى فيليب أن محمد بن سلمان مصمم على أن يكون صاحب الفضل لأن الإعتراف بحصول التغييرات نتيجة للنشاط الإجتماعي قد يشجع على مطالب أخرى. ويرى الرجال أن الحرية لهم لكي يمنحوها. ونقلت عن أمير سعودي بارز قوله “قصة قيادة السيارة مبالغ فيها” و”لا أعرف مكان بناتي”، فبنات هذا الأمير محظوظات لأن والدهن ليبرالي لكن الأمر بيده لو أراد التحكم بحياة البنات.