الاعلام الموريتاني بين الواجهة الحضارية والتحديات المعاصرة/محمد أحمد

اثنين, 05/25/2015 - 17:25

الاعلام رمز من رموز الحرية وشريان من شرايين الديمقراطية ومكسب حقيقي من مكاسب الشعوب التي تطمح لنيل الحرية والانعتاق وقد شكلت حرية الرأي عبر التاريخ المعاصر عائقا رئسيا لدى الانسان العربي حتى دفعه ذلك الى مغازلة الموت والوقوف على عتبة التحديات ضاربا عرض الحائط بكل هواجسه وتخوفاته وهنا يفرض التساؤل نفسه هل الانسان الموريتاني بطبيعته البدوية وحداثة عهده بالترحال
مؤهل لاستعاب الحرية ومضامينها المختلفة وماهو الدور الذي يمكن ان تلعبه الدولة في التصدي للخطاب العنصري والتوفيق بين ضرورة الحرية وخطر الانزلاق نحو الصراع

تعتبر حرية الاعلام هي جوهرة عقد الديمقراطية وتاج الحرية ونموذج نادر من نماذج الازدهار كما انها ركن ثابت من اركان الديمقراطية الثلاث التي هي الاقتراع الحر والمباشر وانتظام عمل المؤسسات الديمقراطية كالبرلمان وهيآت المجتمع المدني 
والاحزاب والنقبات ووتتصدر موريتانيا قوائم حرية التعبير حول العالم الا ان الخطر الذي يواجه هذ الحقل الهام اكبر بكثير من قيم الحرية ومكتسباتها 
خطر ينحصر في مجمله حول اكتساح الجهل لهذ المنكب البرزخي وغياب اي اجهزة رقابية قادرة على تشخيص الحقل وتنقيته من المرتزقة وقطاع المسار والمروجين للصراعات والنزاعات وتدمير الوحدة الوطنية التي هي قلب البقاء النابض 
العناية بأصحاب المواهب والخبرات والعباقرة الذين
تضج بهم زنازين النسيان وسجون الحياة وكبلت
العملة الاعلامية المغشوشة حناجرهم وضربت بعرض الحائط خياراتهم النبيلة وقيدت المعايير الزائفة لدخول الحقل رسائلهم 
ليضعو مشروعهم الاعلامي في ثلاجة الامل وانتظار المجهول 
ومن خلال ما سبق وانتصارا للتاريخ 
ادعو الدولة الى مراجعة الحقل والابتعاد عن خيار التمييع والبلطجة ووضع خطة استراتيجية لتصحيح المسار الاعلامي ومنعه من الانزلاق نحو الترويج للعنف والخطاب العنصري الذي يمثل تحديا كبيرا من التحديات المعاصرة 
وفي نهاية.المطاف تبقى الاسرة الاعلامية حائرة على واقها الحزين وهاجسها الابدي وصراعها مع قساوسة البلاط وكهنة المعبد السياسي