توقعات بحضور امير قطر قمة الرياض بعد دعوة الملك

ثلاثاء, 05/28/2019 - 15:07

قطر، داعمة للإرهاب، بحسب الأدبيات السعوديّة، فالتوصيف أخيراً وصل حد المُقابلات الفنيّة، وعلى لسان الوزير عادل الجبير مُؤخّراً الذي اعترف أنها لا زالت عضوا في مجلس التعاون الخليجي وطالبها بالكف عن دعم الإرهاب، الأبصار لا بُد أنها موجّهة نحو العاصمة القطريّة الدوحة، فالأخيرة بحسب ما أعلنت مدعوّةٌ (بروتوكوليّاً) للمُشاركة في قمّة مكّة، بل هي دعوةٌ رسميّة تلقّاها الأمير تميم بن حمد، من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.

حتّى كتابة هذه السطور، لا يزال الموقف القطري، غامضاً، من المشاركة من عدمها، يتناقل النشطاء نقلاً عن قناة “قطر اليوم”، تغريدة نقلتها الأخيرة، عن صورة قالت إنها الطائرة الأميريّة القطريّة، والتي هبطت لأوّل مرّة في مطار جدّة منذ بداية الأزمة الخليجيّة- القطريّة (المُقاطعة) 2017، وهي دلالة ربّما يقولون على مُشاركة الأمير القطري في القمّة.

في الصورة العامّة، لا بُد أن العربيّة السعوديّة حريصةٌ على اجتماع العرب جميعاً في قممها الثلاثيّة، الخليجيّة، العربيّة، والإسلاميّة، فهي قمّة التشاور والتنسيق ضد إيران، وعليه وجّهت دعوتها لقطر، حتى ترص الصف الخليجي، ليبقى السؤال مطروحاً حول مدى حرص قطر على ذلك التوافق، الذي يتهمها بالإرهاب، والانضمام للمحور التركي، ومساندة حركة “الاخوان المسلمين” ودعمها، وتوظيف قناة “الجزيرة” ضد المحور السعودي الاماراتي المصري بشكل مكثف.

محللون يتماشون في سياق السياسات السعوديّة، يقولون إنّ دعوة المملكة لقطر هذه المرّة جادّة، وعلى الأخيرة أن تحضر بأميرها، لكن السياسة القطريّة قد تُشارك بتمثيلٍ مُنخفضٍ، كما فعلت في القمّة الخليجيّة الأخيرة.

وبالحديث عن مصر، كانت قد أفرجت الأخيرة عن صحافي مصري يعمل في قناة “الجزيرة”، وهي مُقدّمة أوّليّة لعلها في سياق خطوات أكبر، تطال مُعتقلين من جماعة الإخوان المُسلمين، المُتّهمين بالتمويل القطري، والتركي.

وفيما لو قرّرت العربيّة السعوديّة، بالفعل مُصالحة قطر، وحضر أميرها القمّة، تبقى التّساؤلات مطروحةً حول موقف القطريين من تحالفهم مع إيران، وتركيا، وهُما دولتان لم يُقصّرا بواقع الاعتراف القطري، حين تم فرض الحصار الخليجي على قطر، وهل ستخرج الأخيرة بثوبٍ خليجيٍّ جديد، يُدين “تدخّلات” إيران تحديداً بالمنطقة، وبالتالي إعلان مُشاركتها إلى جانب السعوديّة، والإمارات، في مؤتمر البحرين في شقّه الاقتصادي المُنعقد في المنامة، لمُناقشة المشاريع الاقتصاديّة في الضفّة الغربيّة، وكخطوة أولى تمهيديّة من إعلان بنود “صفقة القرن” الرسمي، يتساءل مراقبون.

اللافت ان الدعوة السعودية التي وجهها الملك سلمان الى امير قطر ما زالت “غامضة”، حسب آراء دبلوماسية يتابع أصحابها هذا الملف، فلم يقم مبعوث سعودي بتسليم هذه الدعوة، علاوة على ذلك انها جاءت متأخرة اكثر من 10 أيام مقارنة بدعوات مماثلة الى دول عربية وإسلامية أخرى.

سؤال آخر يظل مطروحا، وهو عن كيفية استقبال امير قطر في المطار عند وصوله، ومن سيكون على رأس مستقبليه، وهل سيكون على الدرجة نفسها لنظرائه العرب والمسلمين؟

اما السؤال الأخير، فيظل حول ما اذا كان العاهل السعودي سيصافح الأمير القطري، وكيف سيكون اللقاء الأول بين الرجلين بعد قطيعة وحملات إعلامية شرسة متبادلة، هل سيكون هناك عناق، ام استقبال فاتر، ام حتى تجاهل تام؟

الإجابة على هذه الأسئلة ربما ستكون على قمة جدول اعمال الفريق الذي وصل على متن الطائرة الاميرية، وهذه الإجابة قد تحدد حضور الأمير تميم للقمم الثلاث، ام مقاطعته، ومستوى الوفد الذي سيمثل قطر فيها، وفي حال اختيار حل وسط، فهل سيكون وزير خارجية، ام وزير دولة، او حتى سفير؟