نداء الثلاثة لحل الأزمة الجزائرية..صوت العقل والضمير

أربعاء, 05/22/2019 - 12:16

الأستاذ علي بن فليس

إن خطورة أزمة النظام السياسي الراهنة والطابع الاستعجالي للبحث عن حل لها يقتضيان إسهام كل القوى الوطنية الحريصة على تجنيب الدولة الوطنية المزيد من الإضعاف والتصدع، والعاملة على وضع البلد في مأمن من تفاقم مخاطر زعزعة استقراره واستنزاف قدراته. ويملي الواجب تعبئة هذه القدرات قصد رفع التحديات وكسب الرهانات التي فرضتها الأزمة الحالية فرضا.

يندرج النداء الموجه من طرف السادة أحمد طالب الإبراهيمي وعلي يحي عبد النور ورشيد بن يلس في هذا الاتجاه، كما ينبع من حرص بليغ هادف وصائب.

إن هذه الشخصيات الوطنية الثلاث تعد من أبرز القامات المعنوية في بلدنا. وإن ماضيها هو أول وأحسن شاهد على صدقها ومصداقيتها وتفانيها. كما يزخر ماضي كل واحد منها بالخدمات الجليلة المقدمة للأمة. وإن مشوار كل واحد منهم حافل بالواجبات التي قبلت بتحملها وبالتضحيات التي لم تتردد في تقديمها في الأوقات الصعاب وأزمان الضائقات، وعليه فإن نداءها لحل توافقي للأزمة يستحق الإصغاء له بكل عناية وتمعن.

يضع هذا النداء الإطار لحل لا يزال في مقدورنا وفي متناول أيدينا. ويدلنا بكل حكمة وتعقل على الطريق الواجب انتهاجها بغية الوصول إلى تسوية سريعة ونهائية للأزمة القائمة. وهذه الطريق هي الطريق الأسلم والأقل تكلفة بالنسبة للبلد.

في صميم هذا النداء، يفرض الحوار نفسه كخيار حتمي لا بديل له ولا حياد عنه. فهو السبيل الذي ينبغي تفضيله عن كل السبل الأخرى لإبعاد البلد وصونه من الدخول في دوامة التوترات المتزايدة والانزلاق في صدع الاستقرار غير المتناهي، لا قدّر الله.

(*) ـ رئيس حكومة سابق، ورئيس حزب “طلائع الحريات” ـ الجزائر.