مرض السيلان يمكن أن ينتقل عبر القبلات

أربعاء, 05/15/2019 - 15:15

رجح باحثون من أستراليا أن مرض السيلان لا ينتقل عبر الاتصال الجنسي فحسب، بل من خلال قبلات اللسان أيضا، وذلك حسبما أكد الباحثون في دراستهم التي نشرت نتائجها في العدد الأخير من مجلة “سيكشوالي ترانسميتد انفيكشنز”، المعنية بالأمراض التي تنتقل جنسيا.

ويعتبر مرض السيلان على مستوى العالم من أكثر الأمراض التي تنتقل بالاتصال الجنسي. وتوصي حملات التوعية بشكل رئيسي باستخدام الواقي الجنسي، لتوقي الإصابة بالمرض.

كما أن خبيرا ألمانيا يوصي بالحذر أثناء تبادل قبلات اللسان المحمومة، وذلك بسبب بكتريا أخرى تنتقل جنسيا أيضا.

ووفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، هناك 78 مليون إنسان في العالم مصابون بالسيلان.

ولم يعد الإبلاغ عن هذا المرض ملزما في ألمانيا، على سبيل المثال، منذ عام 2001 ، مما يجعل من الصعب التكهن بأعداد المصابين في البلاد.

ولكن حالات العدوى تضاعفت وفقا لمعهد روبرت كوخ الطبي، خلال ثمان سنوات في ولاية سكسونيا الألمانية، حيث لا تزال الولاية تلزم بالإبلاغ عن المرضى. وارتفع عدد حالات الإصابة من 8ر6 حالة عدوى بين كل 100 ألف شخص، في عام 2003، إلى 7ر13 حالة عدوى بين كل 100 ألف شخص عام .2011

ويسبب هذا المرضَ نوعٌ من البكتريا يطلق عليها اسم بكتريا النيسرية البنية، أو البكتريا المكورة، والتي تصيب بشكل خاص الأغشية المخاطية لمجرى البول و الأعضاء التناسلية، ولكنها تصيب أيضا الغشاء المبطن لجفن العين (الملتحمة) وكذلك الأمعاء و الحلق.

وغالبا ما تظهر أولى الأعراض بعد يوم إلى ثلاثة أيام من العدوى.

غالبا ما يصاب الرجال خلال المرض بالتهاب مؤلم في المسالك البولية، مصحوبا بإفرازات صفراء مخضرة اللون.

كما يمكن أن يصيب السيلان مجرى البول لدى النساء أيضا، ثم ينتشر لأماكن أخرى.

ورغم أن المرض لا يفضي إلى الوفاة، فهو يمكن أن يسبب مضاعفات تشمل العقم وتسمم الدم.

كما تزيد العدوى بالمرض خطر الإصابة بعدوى فيروس العوز المناعي البشري (اتش آي في).

ولذلك، حذرت منظمة الصحة العالمية منذ سنوات من أن البكتريا المسببة للمرض تزداد استعصاء على المضادات الحيوية.

ويؤكد خبراء بالفعل أن السيلان يمكن أن ينتقل عبر الأعضاء التناسلية والجنس الفموي، وكذلك عند الولادة.

وتشير الدراسة الجديدة الآن إلى خطر انتقال العدوى أيضا من خلال قبلات اللسان.

وركز الباحثون تحت إشراف اريك شو، أستاذ علم الأوبئة، على مرض السيلان البلعومي الذي يصيب الفم و الحلق.

وحلل الباحثون استبيانات شملت قرابة 3100 من المثليين وثنائيي الجنس، عن ممارساتهم الجنسية في الأشهر الثلاثة التي سبقت الاستبيان، القبلات بلا اتصال جنسي، الاتصال الجنسي بلا قبلات، والقبلات بالاتصال الجنسي.

كان نحو 6% من المستطلعة آراؤهم مصابين في منطقة الشرج، وكان نحو 3% منهم مصابين في مجرى البول.

وتبين من خلال التحليل أن خطر الإصابة بسرطان الحلق ارتفع بنسبة 46% لدى الرجال الذين لديهم أربعة شركاء يمارسون معهم الجنس بالتقبيل فقط، مقارنة بالرجال الذين لديهم شريك واحد يمارسون الجنس معه بالقبلات، أو ليس لديهم شريك قبلات.

بل إن الأشخاص الذين يربطون القبلات بالجنس ولديهم أربعة شركاء جنس فأكثر، كانوا أكثر عرضة بنسبة 81% للإصابة بالسيلان، مقارنة بالذين لديهم شريك جنس واحد، أو ليس لديهم شريك من هذه الفئة.

كان الرجال الشباب أكثر تعرضا للإصابة، حيث إن هؤلاء يُقبٍّلون أكثر من الشركاء الأكبر سنا، وفقا للباحثين.

ولكن نتائج الباحثين لم تكن مطلقة، حيث أكدوا أن تحليلهم الراصد لا يمكن أن تصدر عنه شهادة يعتمد عليها بشأن الأسباب، كما أن التحليل ركز فقط على زائري مركز صحي واحد.

وبالإضافة إلى ذلك، لم يسأل الباحثون المشاركين في الاستطلاع عن ممارسات جنسية أخرى قد يكون لها تأثير على خطر الإصابة بعدوى السيلان.

ومع ذلك، تشير الدراسة، وفقا لمعديها، إلى أن هناك استهانة بأهمية انتقال عدوى سيلان الحلق، “حيث تدل النتائج على أن التقبيل مع الاتصال الجنسي أو بدونه، يمثل عنصر خطر الإصابة بالسيلان البلعومي.

وقال رئيس الجمعية الألمانية لدعم الصحة الجنسية، نوربرت بروكماير، الأستاذ في جامعة بوخوم الألمانية، إنه لم يفاجأ بنتيجة الدراسة، مضيفا: “البكتريا الموجودة في تجويف الحلق يمكن أن تنتقل أثناء تبادل القبلات”، وأشار إلى أن ذلك لا يقتصر على بكتريا المكورات البنية، بل يتجاوزها أيضا إلى البكتريا المتدثرة، و البكتريا المسببة لمرض الزهري.

وقال بروكماير: “حتى وإن اقتصر الإنسان على تبادل القبلات مع شريكه فإنه يمكن أن يصاب بعدوى تنتقل جنسيا”.

وقال الباحثون الأستراليون إنه من الممكن الوقاية من انتقال العدوى للبلعوم من خلال “خيارات وقائية تتجاوز الواقي الذكري، مثل المضمضة المطهرة من البكتريا”، وهو ما لم ير فيه بروكماير فكرة جيدة، حيث أوضح أن البكتريا المكورة تنتشر في جسم الإنسان، مما يجعل المضمضة غير مجدية، إضافة إلى أن أنواع المضمضة تغير الميكروب في منطقة الحلق، “مما يجعل الفم أكثر عرضة للإصابة بالبكتريا.”