أسباب فقدان الأسنان والأمراض التي تصيب الأسنان منها

أربعاء, 05/15/2019 - 15:13

الدكتور هشام مخللاتي – دمشق 

 

تعتبر الحجرة الفموية ككل وليس فقط الوحدات السنية من أهم عوامل الصحة الجسدية لأن بعض الأمراض التي قد تصيب مكونات الحجرة الفموية ابتداءا بالأسنان وانتهاء باللثة والنسج المحيطة بالأسنان قد تتطور لتصل الى مناطق اخرى من الجسم وتسبب مشاكل أكثر تعقيدا 

فنجد أن ما يتجاوز ال 60 % من الأطفال و 100% من البالغين في جميع أنحاء العالم لديهم حُفر الأسنان أو ما يعرف ب ” التسوس” 

يمكن توقّي هذه الحُفر  بتزويد تجويف الفم بكمية قليلة من الفلوريد ” الموجود في تركيب كافة معاجين الأسنان” على نحو منتظم.

ونتيجة عدم الإهتمام بنظافة الأسنان والحجرة الفموية فإنه تُسجّل لدى ما يتجاوز ال 15% من البالغين من ذوي الأعمار المتوسطة (35-44 سنة) حالات عديدة من الأمراض التي تصيب دواعم الأسنان (اللثّة) وتؤدي أحياناً إلى فقدان الأسنان،

لتتطور هذه الحالة أكثر عند الفئة العمرية (65 – 75) اذ تعاني نسبة كبيرة منها من عدم وجود أسنان طبيعية بشكل كامل

 

كما و يلاحظ أن معدلات إصابة الأطفال والبالغين بأمراض الفم أكثر ارتفاعاً بين الفئات السكانية الفقيرة والمحرومة، و من عوامل الخطر المرتبطة بأمراض الفم اتباع نظام غذائي غير صحي وتعاطي التبغ وتعاطي الكحول على نحو ضار وتدني نظافة الفم فضلاً عن المحددات الاجتماعية.

 

– أمراض خطيرة مرتبطة بعدم العناية بالأسنان :

يعتبر إهمال نظافة الفم والأسنان مرضاً شائعاً بين الناس الكبار منهم والصغار فهو يؤدي إلى تراكم الجير على الأسنان، وخاصة بين الأسنان ومنطقة التقاء الأسنان باللثة، و يمثل الجير مجموعة من الجراثيم الملتصقة على سطح الأسنان التي تتراكم بمساعدة بقايا الطعام ويعتبر أرضية خصبة لحدوث تسوس الأسنان والتهاب اللثة،و تقوم الجراثيم باستهلاك بقايا الطعام (السكريات والنشويات) كمصدر للطاقة، وينتج عن ذلك أحماض ضارة تؤدي إلى تآكل أسطح الأسنان، الذي بدوره يؤدي إلى تجاويف سنية تكبر وتكبر إلى أن تصل إلى لب السن وأعصابه أو تصل إلى منطقة ما تحت العظم أو تدمر التاج بأكمله 

وينتج عن الجير مواد مضرة باللثة، فتصبح ملتهبة وسهلة النزف. ومع تقدم المرض تبدأ اللثة بالانحسار ويذوب العظم المحيط بها وتكوّن ما يعرف بالجيوب اللثوية.وهذه الجيوب تساعد على تراكم أكبر لبقايا الطعام والجير مما يؤدي إلى وصولها إلى مناطق عميقة حول الجذور مما يجعل السن سهل الحركة قد يؤدي ذلك إلى سقوطه.

 

كما ويعتبر التدخين سببا رئيسيا لأمراض اللثة عند البالغين. وتعتبر أمراض اللثة المزمنة سببا رئيسيا في تساقط الأسنان

 

و تعتبر صحة الفم من الأمور الضرورية للحفاظ على الصحة عموماً وعلى نوعية الحياة،وهي تعني السلامة من الآلام التي تصيب الفم والوجه ومن السرطانات التي تصيب الفم والحلق، ومن العدوى والقرحات التي تصيب الفم ومن الأمراض التي تصيب دواعم الأسنان (اللثّة) ومن تسوّس الأسنان وفقدانها وغير ذلك من الأمراض والاضطرابات التي تحدّ من قدرة الفرد على العضّ والمضغ والابتسام ومن عافيته النفسية الاجتماعية

 

– علاج ووقاية :

و يمكن التخفيف من عبء أمراض الفم  الأمراض المزمنة في الوقت ذاته باتخاذ ما يلزم من إجراءات للتصدي لعوامل الخطر المشتركة بينها، ومن تلك الإجراءات ما يلي:

 

الإقلال من تناول السكاكر وضمان تغذية متوازنة لتجنّب تسوّس الأسنان وفقدانها في مراحل مبكّرة من العمر

 

تناول الخضر والفواكه التي تسهم في الحماية من سرطان الفم

 

الإقلاع عن التدخين والإقلال من تعاطي الكحول للحد من مخاطر الإصابة بسرطانات الفم والأمراض التي تصيب دواعم الأسنان ومن مخاطر فقدان الأسنان

 

ضمان مستوى مناسب من نظافة الفم

 

استخدام معدات الحماية اللازمة لدى ممارسة الرياضة وقيادة المركبات في الحد من مخاطر إصابات الوجه

 

ويمكن توقّي حفر الأسنان بتزويد تجويف الفم بكمية قليلة من الفلوريد على نحو منتظم. والفلوريد موجود في مياه الشرب المزوّدة به أو في الملح أو اللبن أو محاليل الفم أو معجون الأسنان، وكذلك في أنواع الفلوريد التي تُستخدم لأغراض مهنية أو لأغراض المضمضة. ويسهم تعريض الأسنان لكمية مثلى من الفلوريد على المدى البعيد في تخفيض عدد حفر الأسنان لدى الأطفال والبالغين على حد سواء.

 

وباعتبار أن الإبتسامة بطاقة عبور نحو الأخرين يتطلب منا هذا الأمر الإعتناء بنظافة الأسنان والصحة الفموية والمراجعات الدورية لطبيب الأسنان وذلك لما للصحة الفموية من أثر كبير على الصحة الجسدية وتجنيب الإنسان العديد من الأمراض