إنتخابات البرلمان الأوروبي نهاية أيار 2019هل يُحقق اليمين مكاسب جديدة؟

ثلاثاء, 05/07/2019 - 16:09

مهند إبراهيم أبو لطيفة

تستعد دول الإتحاد الأوربي، في الفترة ما بين 23 و 26  أيار 2019، لإنتخابات البرلمان الأوروبي، التي تجري كل خمس سنوات . في هذه الإنتخابات، بامكان الناخب الأوروبي أن يُدلي بصوته لأنتخاب مُمثليه إلى البرلمان بشكل مباشر. في ألمانيا سيتم الإدلاء بالأصوات- كالعادة يوم الأحد- بتاريخ  26  من الشهر.

يُعتبر البرلمان ألاوروبي، المؤسسة الأوروبية الوحيدة، التي يتم أنتخابها بشكل مباشر من قبل المواطنيين الأوروبيين. وتجري الإنتخابات في جميع دول الإتحاد وفق آليات موحدة: عامة، مباشرة، حره، وعن طريق الإقتراع السري. ويُدلي المواطن بصوته في مراكز الإقتراع شخصيا، أو عن طريق المراسلة في ظرف مُفلق.ويحق لكل مواطن بلغ سن الثامنة عشرة ، أن يشارك بصوته في إنتخاب ممثليه. يتم الإنتخاب على قاعدة التمثيل النسبي. فالقائمة التي تحظى بأعلى نسبة من الأصوات، تحصل على أعلى عدد من المقاعد.

يحق لكل مواطن  يحمل جنسية أية دولة أوروبية، أن يدلي بصوته في أي مكان يتواجد به في دول الإتحاد، شريطة أن يكون مقيم في هذه الدولة منذ ثلاثة شهور على الأقل، وأن يسجل إسمه في سجل الناحبين. فيحق مثلا للألماني المقيم في إيطاليا، أن ينتخب من مدينة روما ممثليه الألمان إلى البرلمان. وهذا ينسحب على باقي الدول الأعضاء.

من مهام البرلمان الأوروبي، متابعة الإجراءات والسياسات التي يتم اقرارها أو رسمها على مستوى دول الإتحاد، وتشمل السياسات الداخلية والخارجية، وتمس حياة  الاوربيين بشكل مباشر وملموس، ومتزايد في السنوات الاخيرة على وجه الخصوص.

يعمل البرلمانيون المنتخبون في لجان متخصصة ضمن البرلمان الأوروبي، مثل: اللجنة القانونية، اللجنة الثقافية، اللجنة التعليمية، لجنة الزراعة، لجنة الأمن…وغيرها.

يتم تمثيل كل دولة في البرلمان، تبعا لاجمالي عدد سكانها، فالدول الكبيرة تحظى باكبر عدد من المقاعد في البرلمان. فألمانيا لديها 96 مقعدا في البرلمان، ولكن ولايجاد نوع من التوازن، يتم توزيع المقاعد مع مراعاة منح بعض الدول الصغيرة ، عددا اضافيا من المقاعد النيابية.

تشكل الأحزاب، ذات التوجهات المشتركة والأيدولوجيات المتقاربة، تحالفات أو إئتلافات داخل البرلمان، لكي يكون لحضورها فاعلية أكثر. مثلا أحزاب الخضر، حزب الشعب، والاحزاب الإشتراكية الأوروبية.

يتم تمويل الإنتخابات البرلمانية الأوروبية، من الميزانية الخاصة لكل دولة على حدة، وليس من ميزانية الإتحاد الأوروبي المشتركة.

حسب إستطلاعات الرأي التي أجرتها معاهد قياس الرأي العام، من المتوقع أن تحقق الأحزاب اليمينية، تقدما على حساب الأحزاب التقليدية الكبيرة، ووفقا لعدد من برامج الدعاية الإنتخابية لمختلف الأحزاب، خصوصا الألمانية منها، سيكون للقضايا التالية تأثيرها  المباشرعلى صوت الناخب الأوروبي:

1- السياسة الإقتصادية، وتحديدا سياسة التشغيل، وما يتعلق بمستوى  وتكاليف المعيشة.

2- سياسة الهجرة واللجوء. لا سيما أن المناخ العام تبدل وأصبح في معظمه ضد مزيد من تدفق اللاجئين على دول الإتحاد. وهناك أحزاب تطالب باغلاق الحدود في وجه اللاجئين الجدد، بل واعادتهم إلى أوطانهم.

3- الحفاظ على البيئة.

4-  وجود واستمرارية الإتحاد الأاوروبي نفسه ككيان، وكمؤسسات لا يحظى لدى عدد كبير من الناخبين، بدعم كالسابق، وهناك أصوات ترتفع وتطالب بحله، أوالخروج من عضوية الإتحاد، على أساسه أنه يُلغي الحدود الوطنية، ويُحمل الدول الأغنى في الإتحاد أعباء أقتصادية إضافية، ويطالبون بالعودة إلى الحدود القديمة، والعملة القديمة بدل ألأويرو ، واعلان فشل تجربة الإتحاد ألاوروبي.

5- ما زال عدد كبير من الناخبين، يعتبرون  انتشار الثقافة الإسلامية مع تزايد اعداد المهاجرين، ونسبة المواليد، خطرا على الثقافة الأوروبية، ويجب مواجهتها بشكل أكثر تشددا.

6- يوجد أحزاب تطالب بدعم الطبقة الوسطى في المجتمع، والتوقف عن تبذير الأموال من اجل دعم المصارف والبنوك واخراجها من ازمتها، على حساب دافعي الضرائب.

7- قضايا الأمن الإجتماعي بشكل عام.

مقارنة بنسبة المشاركة في الإنتخابات المحلية للدول، ما زالت نسبة المشاركة للاوروبيين في إنتخابات البرلمان الاوروبي، دون المستوى، وتختلف من دولة لدولة، ولكنها في المتوسط لا تتجاوز نسبة 42.6% (عام 2014) على المستوى الأوروبي. في نفس العام بلغت في ألمانيا 48%، في سلوفاكيا 13%، بينما في بلجيكا 90%.

لا تكتسب الإنتخابات البرلمانية الأوروبية هذا العام أهميتها الخاصة، فقط لكونها تُمثل 513 مليون مواطن أوروبي، بل لكونها تمس حياة المواطنين من أصول عربية، والذين يعيشون كجزء من هذه المجتمعات، لا سيما أن التوقعات تشير إلى مشاركة واسعة للأصوات اليمينية في  هذا العام. فإما أن تشكل نتائج الإنتخابات، انطلاقة جديدة للاتحاد الأوروبي، أو بداية لتراجع مستقبلي.

بالرغم من أن  الديموقراطية الغربية – بشكل عام- تعتمد نتائجها على آليات الإنتخاب، وقوانينها، نفوذ الإعلام وقوة الاحزاب، وتحول الكثير من النواب بعد الإنتخابات، إلى اعضاء برلمان ، بدل أن يكونوا ممثلي الشعب، وبالرغم من دور الاوليغارشية في حكم هذه الدول وتأثيرها العام على كل السياسات،. فالمشاركة وبشكل واسع من قبل المغتربين العربو،والمهاجرين من اصول أجنبية مهم للغاية. وهو حق وواجب المواطنة.

abulatifeh@hotmail.de