ولد بوبكر وموريتانيا الأعماق/ محمد الأمين اممد

خميس, 04/25/2019 - 19:38
الكاتب محمد الأمين اممد

صحيح أن الزمان تغير ولم يعد كما كان وأنه ثمت بوادر وعي بدأت تتشكل لدى الناخب الوطني!
كما وأنه أي الناخب الوطني بدأ يتجدد حيث بلغت فئات شبابية يحسب لها حسابها سن التصويت والانتخاب وهي فئات لم تواكب أيام المشيخة والحمية القبلية وهي في عز شبابها وأيام صعود نجمها ولم يتخمر حب الولاء للقبيلة وطاعة سيدها المطلقة في نفوسها تخمره في من سبقها

وهو أمر ينفع المعارضة إن أحسنت إستغلاله ورسخت فيه قيم الحرية والديمقراطية وبصرته بواقعه المعيشي البئيس مقارنة مع أقرانه في العالم الآخر 

لكنها أيضا قابلة للتدجين وجعلها ورقة تكسي الديمقراطية العسكرية لبوسا قانونيا لامطعن فيه ولاملمز .
وهذا الناخب الذى ذكرت أعلاه هو مابات يعكس حقيقة موريتانيا الأعماق فهل يعي مرشح المعارضة هذى الحقيقة ويبادر إلى استثمارها وجعله عصاه السحرية التى يبطل بها عقدة اللواء والعقيد وتابعيهم من العسكرين والمدنين ..
فيخاطبهم مخاطبة المصغى لمقولهم وتطلعاتهم الحريص على كسب ودهم وجعلهم ركيزة حملته وسر نجاحه
ويحي فيهم روح الثورة الشبابية الدفينة تحت ركام القبيلة والبطالة والتضليل الاعلامي .
أم أنه يظل حبيس نشأته القديمة أيام مخاطبة الشيوخ والتزلف لهم سعيا للحصول على ذلك الناخب الممسوك من طرفهم إما ولاء أو طمعا ...
إن موريتانيا التى تغير الموازين الانتخابية ليست انواكشوط ولا انواذيبو ولا ازوايرات ولاحتى عواصم الولايات 

بل موريتانيا أدوابة والأرياف حيث الكثافة السكانية وانعدام الوعي والقبيلة المتحكمة تلك المنسية والقصية على "امكاطيع انعايل"مالم يجدو دعما يوصلهم إليها لينفضوا عنها غبار التخلف والفقر والتبعية وهو أمر عسير وسهل إن وجد الدعم المالي واللوجستي ..
ومالم يصل لتلك المناطق صوت المعارضة الشبابي وخطابها الوجداني الملامس لتطلعاتها  فليس ثم أمل في منافسة ندية أحرى شوط ثان ..
والسلام