كنت أشتم رائحة العنصرية في الكنتي! ــ رأي حر

جمعة, 03/22/2019 - 12:22

طالعنا المستشار محمد اسحاق الكنتي بمقال لا أعرف متى وكيف كتبه خلافا للأستاذ باباه ضمن ــ جدال تقليدي ربما دار بينه والأستاذ باباه ولد سيدي عبد الله ــ بحكم آراءهم  السياسية المتقاطعة ــ بشأن رفض الشيوخ التعديلات الدستورية.

 

وبغض النظر عن موقفنا من رفض الشيوخ والأوصاف التي يختارها قاموسنا الشخصي لإطلاقها على الحادثة، فإنني ما كنت أعتقد بأي حال من الأحوال وتحت أية ذريعة ولأسباب عدة منها مستوى الكنتي الثقافي والعلمي وكونه كما يقول جزء من هذا النظام أن يتجرأ على إظهار عنصرية يبدوا أنها تسكنه على الملأ وفي قضية لا تمت لما انحنت إليه أخيرا بصلة وما كانت لولا تلميحه للأستاذ باباه أن والدته حرطاني ذلك المنحى، ورغم أن النظام الذي هو جزء منه عمل وسعى إلى تجاوز الماضي والقضاء على مخلفات الرق بمختلف الوسائل التنموية والقانونية وشكل محاكم للرق مبيضا ما سودت الأيام قبله بل جره ذلك إلى الصلاة على من قضوا في أحداث الثمانينات مسويا بذلك مشكلة الإرث الإنساني قبل أن ينبش الكنتي كل ما دفنه رب القصر معتقدا بذلك أنه يدافع عن النظام ويصب جام غضبه على معارضيه وهو بهذا الأسلوب يخدم المعارضة والعنصرية والتفرقة أكثر من النظام والمجتمع والاستقرار.

 

أذكر الأستاذ الكنتي أنني جزء من هذا النظام أن امي حرطانية وأنه قد أساء إلي وأنا الذي اعتز بأمي أكثر من أي شيء وأن ثمانين بالمائة من الموريتانيين إن مزيج بين لحراطين أو لهم خوالة من لحراطين أو غيرهم ما يعني أن إساءته تجاوزتني إلى النسبة التي ذكرت من الموريتانيين أو الموريتانيين جميعا الذين يسعون إلى تجاوز الماضي والعنصرية البغيضة والطبقية إلى مجتمع متحضر يقوم على أسس أكثر تحضرا.

 

ونحن إذ نذكر الكنتي بذلك نطالب أيضا رئيس الجمهورية في حالة ما إذا لم يقرر الكنتي الاعتذار إبعاده عن القصر الرمادي الذي يبدو لونه أقرب للسواد منها إلا اللون الناصع البياض .

وقد لا حظت عنصرية الكنتي للتذكير أيام القمة العربية ويمكن الرجوع إلى مقال سابق كتبته عن الموضوع.

 

ولا يعني كل ما تقدم أنني اعتبر ما قام به الشيوخ بطولة بل هو خيانة كما وصفته سيدي الكنتي حيث أن هذا القرار كان مفاجئا وغير صريح إذ أننا كنا نعتقد أن مشروعنا المشترك نسير فيه معا دون تخلف البعض عنا وأننا عاهدنا جميعا رئيس الجمهورية أنه إن خاض بنا لج البحر لخضناه معه ما تخلف منا أحد، وهو وللأسف مالم يمتثله شيوخ الاتحاد من أجل الجمهورية.

 

 

أذكر الكنتي ختاما أنني اعتز بأن أمي حرطانية وأن يعتذر قبل أن يفوته القطار