ندوة في نواكشوط تناقش قضايا المشكلات الاجتماعية

اثنين, 03/11/2019 - 09:22

ناقش منتدى الأواصر في ندوته الشهرية الإشكالات المجتمعية، التمثلات والخلفيات والتحديات وذلك على ضوء محاضرتين مستفيضتين عرض خلالهما الدكتور البكاي عبد المالك والدكتور ديدي السالك تبسيطا للإشكالات المثارة.
وقد عرض الدكتور عبد المالك تعريفا للتمايزات الاجتماعية والاختلالات التي تنتعش داخل الأوساط المجتمعية مؤكدا على أن ليس من المقبول ان تصل هذه التحديات إلى مرحلة "تفكيك المكون العربي الإفريقي الصنهاجي" أو الاستقلال عنه ضمن قوميات وهويات فرعية.

واستطرد الباحث المحاضر محذرا من تفشي ما اسماه الخطاب التجزيئي أو الهوية الأحادية حسب تعبيره، معتبرا أن كلتا الحالتين بمثابة الخطأ المحدق على اللحمة الاجتماعية حيث ترتبط برفض التنوع الثقافي دون أن تقرُ الاختلاف كما أن الهوية الأحادية تصب في اتجاه سلبي يفيد بأولوية عرق على عرق آخر أو هيمنة مكون على بقية المكونات، وفي هذا الصدد اقترح الدكتور البكاي عبد المالك التأسيس للهوية الجامعة والتي تقر التنوع الثقافي والعرقي وتحمي حقوق الأقليات.
أما الدكتور ديدي السالك، فقد تحدث باسهاب حول الاكراهات التي تفرضها قيم العولمة على شعوب العالم الثابث حيث ساهمت العولمة في بروز تحديات جديدة ابرزها الهويات الفرعية الصاعدة، واستطرد قائلا ان فشل الدولة الوطنية في موريتانيا هو الذي أدى إلى توسع مساحات الفقر والتهميش والاقصاء.
وحول الأصول الاجتماعية للمكونات الوطنية تحدث المحاضر الدكتور ديدي السالك عن المجتمعات الوطنية وتاريخ قدومها إلى المجال الموريتاني معيدا انطلاقة هجرة الفولان والسوننكي في اغلبها إلى منطقة الشرق الأوسط، وذلك قبل توافد قبائل بني حسان العربية إلى المجال الموريتاني.
وتناول على التعقيب على المحاضرتين كلاً من النائب في الجمعية الوطنية الأستاذة سعداني خيطور فاهتمت بتفكيك حمولة الذهنية التقليدية ودعت إلى مراجعة المواقف السلبية حيال حمولات الخطاب الحقوقي حتى لا يشكل ذلك غضا للطرف عن الممارسات التي افرزت الخطاب المناويء لها.
أما الاستاذ الشيخ الحسن البمباري فقد ركز في تعقيبه على أزمة الانتقال من ممارسات ما قبل الدولة إلى مرحلة الموائمة بين ما هو حق وماهو مصلحة؟ وأثار العديد من الإشكالات المرتبطة، ودعا النشطاء الساعين إلى تحقيق العدالة الاجتماعية إلى إرساء تحالفات مدنية قوية ومنيعة للبرهنة على جدارته في مواجهة الأشكالات المطروحة على الصعد الاجتماعية والوطنية.
وشاركت العديد من الشخصيات الحقوقية والفكرية والسياسية في الندوة إلى جانب جمهور كبير ومتنوع.