بيان إلى الشعب المصرى الصابر: لم التق يوسف ندى ولا عزمي بشارة ولا مستشار تميم ولهذه الاسباب استقلت من حركة الاخوان

جمعة, 02/15/2019 - 21:18

د. كمال الهلباوى

اطلعت اليوم الأربعاء 13/2/2019، على خبر فى البوابة نيوز – مصر بتاريخ الثلاثاء 12/2/2019 للاستاذ محمود كمال يقول فيه الآتى:

ـ أولا: أن كمال الهلباوى المنشق ظاهريا عن جماعة الاخوان الارهابية إلتقى مع يوسف ندا أحد أهم ممولى الجماعة فى حضور المستشار السياسى لتميم بن حمد أمير قطر وعضو الكنيست الاسرائيلى السابق عزمى بشارة من أجل التصعيد ضد مصر وبحضور البرادعى.

ـ ثانيا: الاجتماع عقد في مقر منظمة الجليل فى بريطانيا، لبحث آليات التحريض ضد التعديلات الدستورية فى مصر، وخصوصا التحريض فى مجلس العموم البريطانى.

ـ ثالثا: الهلباوى في تركيا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من خلافات وانشقاقات داخل جماعة الإخوان الإرهابية، والصراع الدائر بين معتز مطر وأيمن نور، والخلافات بين هيثم أبو خليل مع وليد شرابي.

ـ رابعا: أن كمال الهلباوى والبرادعى يسعيان للمصالحة وعودة الاخوان من بوابة أن المصالحة لابد أن تتم مع من لم تتلطخ أيديهم بالدماء.

ـ خامسا: يقول اللواء فاروق المقرحى؛ ليس هناك إخوانى منشق أو تائب. وأن الهلباوى ترك الجماعة للخلاف على المناصب وأنه يستمد أفكاره من حسن البنا، وكان من الخطأ السماح له بالمشاركة فى لجنة الدستور والمجلس القومى لحقوق الانسان .

وأود هنا أن أوضح بعض النقاط فى هذه الاتهامات الكاذبة:

ـ أولا: لقد كانت استقالتى من جماعة الاخوان المسلمين يوم 31/3/2012، كما أكدت مرارا وتكرارا من داخل مصر ، نتيجة إعتقادى بأن الاخوان إنحرفوا عن طريق حسن البنا ، وهو التربية وحسن التنشئة ، واتجهوا إلى السياسة والقوة ودخلوا فى الصراع قبل الآوان، وأنهم تركوا ثورة يناير والميدان ، قبل تحقيق أهداف الثورة الأربعة. ومن العجيب أن يتخيل الصحفي الكاتب أو مصادره إجتماعات لمثل هذه المجموعة التى ذكرها (كمال الهلباوى ، يوسف ندا، والمستشار السياسى لتميم بن حمد (لم يذكر اسمه)، وعزمى بشارة، والبرادعى.أقول : كيف يجتمع الشرق والغرب؟ كيف يجتمع الشامى والمغربى؟، وكيف يصل الخوف فى مصر من اجتماع مثل هذه المجموعة لو حدث؟ هذه هى مهارة بعض الاعلاميين فى مصر، وربما بمساعدة بعض أجهزة الأمن. كيف يفرح النظام بمثل هذا البهتان؟ وكيف تكون مصر وقيادتها لو كانت هذه التقارير المضللة عن حرب مع عدو حقيقى فعلا؟ وليست مع عدو متوهم؟ وكيف يتفق هذا الكذب مع ادعاء أو دعوى بناء الانسان؟ولماذا هذا العداء لدولة قطر وإقحامها فى هذه المعضلات؟ لم أر هؤلاء الكرام جميعا منذ سنوات طويلة.

ـ ثانيا : لا أعرف أين مقر مؤسسة الجليل التى قال الكاتب أن الاجتماع دار فيها، ومن العجيب أن موقفى من تعديل الدستور كان واضحا منذ البداية، ولست بحاجة إلى من يتهمنى بذلك. لقد نبهت على ذلك مرارا بالتلفاز وبالكتابة من داخل مصر مرات عديدة. لقد بدأت مع آخرين فى مصر، العمل على حماية الدستور وتقنينه وتطبيقه وتفعيله مباشرة بعد إكماله، وزاد هذا السعى بعد الاستفتاء عليه. وهذا ليس تحريضا ولكنه إبداء رأى لمن يفهم، وهذا ايضا كان من الخوف على الوطن ومستقبله.  ولذلك فإن أى نقد موجه إلى النظام بخصوص الدستور وخلافه لا يعنى أبدا أن الناقد عدو أو ضد مصر. إن مصر وطن غالى علينا جميعا، والخروج من الصراع إلى الحوار سمة من سمات التحضر والتقدم والخروج من التخلف، وتحديد العدو الحقيقى لا المتوهم ، وهذا التوجه يعين  فى حسن توجيه الطاقات والقدرات واستخدامها.

ـ ثالثا: لا أشغل نفسى بالخلافات والمشاكل الداخلية القائمة بين بعض عناصر من المعارضة أو المصريين فى تركيا ولا غيرها، لأن المشاكل اليومية والادارية خصوصا لا تنتهى ، وأهلها أولى بحلها. واذا دعيت لمثل هذا الأمر لا أتردد أبدا لأنه من أعمال الخير. ولم يذكر لى احد ابدا اى خلاف بين الاستاذ أيمن نور وبين زملائه وأعوانه. الدكتور أيمن نور سياسى مصرى يناضل من تركيا بعد إغلاق كل السبل فى وجهه للعمل او ابداء الرأى فى مصر.

ـ رابعا: نعم أنا مشغول بالسلم المجتمعى فى مصر والأمة والإصلاح بالحسنى، ومبادرتى واضحة، وتم نشرها فى الاعلام فى مصر وغيرها أكثر من مرة ، وهى رؤية للخروج من الصراع، ولا علاقة لهذه المبادرة بالدكتور البرادعى، وهو صاحب عقل استراتيجى خسرت مصر الاستفادة من تفكيره وخبراته الطيبة، فإن تلاقت الرؤى، فهذا مما يجب أن يحفز أهل السلطة على الدراسة والتفاهم والقبول بما هو فى صالح مصر، وليس ضد مصلحتها، واللي يشيل قربة مخرومة تخر على راسه. ولكن القربة على رأس أهل السلطة تخر على رأس الشعب كله للأسف الشديد. والحمد لله تًعالى فإن المبادرة التى طرحتها عن السلم المجتمعى أو مبادرة الطريق الثالث لها أنصار ومشجعون وداعمون، كما لها من ينقدها ومن يحاول أن يهدمها إما عن قناعة آو حاجة فى نفس يعقوب.

ـ خامسا: كثيراً ما حاورنى اللواء فاروق المقرحى فى مصر، فى عدة لقاءات تليفزيونية واللواء/ محمود الخولى واللواء/ أحمد عبدالحليم رحمه الله تعالى، وغيرهم عشرات اللواءات، ومعظمهم كان عاقلاً ، بل إن بيوت بعضهم كانت قبلة للمصريين الراغبين فى النهضة والخروج من الصراع، وكانوا مع الدولة المدنية والتوجه الديموقراطى فى مصر ومع الثورة قبل أن يعرف الشعب السيسى، وقبل أن يكون وزيرا للدفاع فى عهد الاخوان، وقبل ثورة يونيو.  وللأسف الشديد فإن المقرحى فى ظنى نموذج من النماذج النمطية فى الحوار والفهم. ومداخلاته التلفازية شاهد على ذلك. نعم أنا أستمد كثيرا من أفكارى من الامام حسن البنا رحمه الله تعالى. وكم كان البنا عظيما ، ومشروعه الوسطى من أحسن المشروعات المطروحة على الساحة فى مصر والأمة، ولقد أنشأ طريقاً للتحرر وتربية الانسان وتنشئة الأجيال على الاستقامة لصالح مصر والأمة بعيدا عن الفساد والعنف والارهاب والتخلف.أخطأ بعض الاخوان أيام البنا وبعد البنا، وارتكبوا جرائم قتل، كما أخطأ غيرهم فى اجتهادهم. وكل من أخطأ يجب ان ينال العقاب القانوني فى ذلك. كان البنا عظيما وطنيا وإسلاميا وكان عروبيا،   ولكن هناك من قيادات الاخوان بعد الثورة من أساء الفهم والتقدير وإنحرف عن هذا الطريق الوسطى . وقد تعلمت كما قلت سابقاً من الامام البنا والامام الخمينى، كما تعلمت من آقطاب الحركة الوطنية منذ منتصف القرن الماضى ، وياليتنا نتعلم كيف يكون الطريق فى المستقبل والعمل له؟ وقد عرضت ملامح الطريق الثالث فى الأعلام الأسبوع الماضى وكتبت عنه فى جريدة (رأى اليوم) من قبل. ولنا عودة إلى بناء المستقبل والطريق الثالث. أقول والحمد لله تًعالى أننى لا يمكن أقف الى جانب الظلم ولا مع التخلف ولا الديكتاتورية والاستبداد فى أى عهد من العهود، ولذلك فأنا لا أنحاز إلا إلى مصر والأمة، لان من ينحاز فى كل شيء ، بسبب الانتماء الديني أو السياسى أو العسكري أو المدني أو العرقي أو المذهبى لا يكون موضوعيا فى ظنى ولا منصفا.

أقول: كان الهلباوى هو الاخواني المستقيل الوحيد من الاخوان فى مصر الذى يتحدث بموضوعية عن الامام البنا وعن الاخوان ومشروعهم العظيم ، وعن إخفاقات القيادة الكارثية بعد الثورة رغم كثرة الكوادر الاخوانية الحضارية فى الاخوان وغير الاخوان وفى الشعب المصرى عموما.  وكنت مع من يأمل فى خروج مصر من الأزمات والتحديات العديدة مع ثورة يناير ثم ثورة يونيو التى يراها بعضهم انقلابا، كما كان الشعب يأمل خيرا فى الحكم الجديد  والدستور الجديد، ويأمل فى تحسن كبير فى حقوق الانسان وتحقيق أهداف الثورتين، ولكننى أخشى ان الأمل يتلاشى بوضوح اليوم مع السعى لتعديل الدستور أساسا لزيادة مدد حكم الرئيس الحالى – الباقى من التعديلات تحابيش- كما يقول المصريون.  أقول، مع هذا السعى فإنه ينبغى البحث عن حلول أخرى منها الطريق الثالث، للخروج من الصراع والتخلف والفساد والارهاب وطبعا من التوجه للاستبداد. وفى هذا تفصيل كثير.وأخيرا أقول ما قاله ابن خلدون من قرون: إذا رأيت الناس تكثر الكلام المضحك وقت الكوارث فاعلم ان الفقر قد أقبع عليهم، وهم قوم بهم غفلة واستعباد ومهانة كمن يساق الى الموت وهو مخمور “. وارجو الا يكتب الاعلاميون ان كمال الًهلباوى اجتمع مع ابن خلدون فى لندن للتحريض ضد مصر.  وبالله التوفيق

مفكر وكاتب مصري