أعباء لغوية ؟؟؟؟؟

خميس, 05/21/2015 - 01:40

العبارة "رأيته" تُترجم بثلاث كلمات في اللغات الفرنسية والإنجليزية والألمانية. "رأيتهما" تستحيل ترجمتها في هذه اللغات، كما تتعذّر ترجمة الفرق بين "رأيتكم" و"رأيتكنّ" أو بين "رأيتكِ" و"رأيتكَ"، وذلك غيض من فيض.

ليست العربية في أسسها الأولى لغة الشعر أو الاستعارة، بل هي لغة براغماتية بامتياز؛ يقوم مبدأها الأول على نقل أكبر عدد ممكن من المعلومات في أقل عدد ممكن من الكلمات.

بحسب المؤرخين الغربيين المعاصرين، هي لغة نشأت في مجتمع تجاري ومحارب، وليس في جاهلية البداوة والشعراء الجوّالين التي اخترعها العصر العباسي وتبنّتها لاحقاً الأدبيات الاستشراقية.

إلا أن الخليفة عبد الملك أوقعنا في ورطة تقديس الموروث النّصي ومهّد لـ "سيبويهيّي" العصر العباسي الذين وجدوا لكل "غلطة مطبعية" في هذا الموروث قاعدة أو استثناء في اللغة المُمَأسَسَة (قواعد كتابة العدد هي المثال الأسطع على هذا المنحى).

الحاجة إلى تحرير اللغة العربية من أعبائها تحدٍ ليس بجديد، والمطلوب هنا أولاً تحديث قواعد العربية وتخليصها من كل الزوائد التي ليس لها أي وظيفة إِخبارية أو جمالية.

على هذا الصعيد، بوسع فقهاء اللغة أن يتعلّموا من أخطاء تلاميذ الصفوف الابتدائية، فهؤلاء لا يحفظون من القواعد إلا ما يبدو لهم مبرراً.