مميزات الشعب الموريتاني

جمعة, 01/18/2019 - 19:43

حاتم محمد المامي 

1.. لماذا ظلت وحدة هذا الشعب صخرة تتحطم عليها كل محاولات التفرقة والحروب الأهلية؟ كيف تندلع الحرب الأهلية في جنوب السنغال ولا تنجح الفتن في شماله حيث حدوده مع موريتانيا؟.. ونشاهدها في شمال وشرق مالي وليس في غربه حيث الحدود مع موريتانيا؟.. لماذا في الاتجاهات ما وراء ذلك كانت هناك نزاعات عرقية مجتمعية.. أو ظلت أو ستظل؟ .. ليس السرّ في اللون.. وإلا لما حدثت المشاكل بين السود في مجتمعات كلها سوداء.. ولما تناحر الطوارق والعرب.. ولا العرب فيما بينهم.. وليس السر في الدين.. فأغلب الحروب الأهلية عصبيات تعصف بالمعتقدات السماوية والوثنية.. وليس السر في الأصل.. لأن أصولنا لا نعترف منها إلا بأجدادنا الذين خلّفونا في هذه الأرض.. وعندما تأخذنا عصبية الجاهلية.. تجدنا في تحدي عقيم نعود بانسابنا إلى أشرف الأعراق من خلال خط مستقيم.. لا نعرج فيه أبدا على الفروع التي قد يكون من بينها من نتحداه فنشترك معه في الدم الذي ندّعيه.. ولن يوصلنا المنطق الحسَبي إلى منتهاه.. فكلما طال و تأصل سيُكتشف أن كل الشعوب والقبائل أحفاد رجل واحد.. السرّ باختصار مدفون في هذه الأرض.. تعايش فيها أجدادنا بمختلف ألوانهم (سود وبيض) .. بمختلف أديانهم (وثنيين ومسلمين).. بمختلف أصولهم (سونيكي، بربر، فلّان، عرب، ولوف.. وغيرهم من أصله غير معروف).. تعايشوا فيما بينهم بإرادتهم وطباعهم.. لا بسلطان ولا بقانون.. ساد السونغاي وتواصل التعايش.. سيطرت غانا وتواصل التعايش.. سيطر البربر وظل التعايش.. تأمّر العرب وتواصل التعايش.. احتلها المستعمر وتواصل التعايش.. انشئت الدولة الموريتانية الحديثة فوطٍدت أسس التعايش.. كم مرة حركت العصبيات والاثنيات ولا زالت بحماقات داخلية أو بأيادي خارجية وصمد التعايش.. حاول أعداء هذا الشعب بشتى الوسائل والحيل كسر وحدته الوطنية.. مع البحث لاستخراج كنوز ترابه كانوا يتمنون في كل مرة استخراج سر تماسكه من مكمنه ويتمنون ان تتحول النعم إلى نقم كما حدث مع الكثير من البلدان.. لم يستطيعوا فك حرز الوحدة الوطنية باخراج الحديد.. ولا بصقل النحاس.. ولا بضرب الذهب.. ولا بمص النفط.. وبكل تأكيد لن يتمكنوا من فعلها بإسالة الغاز.. لأن أجداد هذا الشعب دفنوا سر وحدته في الجينات الباطنية داخل عقل واحساس كل موريتاني.. اختاروا الاسلام طواعية لا خوفا ولا رجاء دنيا.. وتعلموه نقيا خالصا من شوائب السياسة وإكراهات الاقتصاد.. وزادهم على اخلاقهم في التسامح والتكافل وحب الخير أن لا يومن أحدهم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.. وأن من قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا.. وأن لا يجتمعوا على ضلال.. فهل من مبلغ لأعداء الشعب الموريتاني و أعوانهم الذين لم يجدوا من مصادر الرزق إلا الارتهان لأمرهم.. أن موريتانيا ليست في السند.. ولا في الخليج .. ولا فى الشرق الأوسط.. وليست في أعماق أفريقيا.. ولا توجد في أدغال أمريكا اللاتنية.. إنها توجد في وجدان كل من ينتمي إلى أحفاد رجال ونساء من اثنيات لا تتجاوز في أقصى تنوعها ست سلالات تواجدت بقدرها على هذه المساحة.. ولن تغادرها إلا إلى باطن أرضها..