مع دخول أزمة البرلمان الجزائري أسبوعها الثالث.. من يقف وراء امتداد القبضة الحديدية

جمعة, 10/12/2018 - 20:20

اليوم انفو : دخلت أزمة البرلمان الجزائري أسبوعها الثالث، والأوضاع لازالت على حالها، فلم يكن أحد يتوقع أن تستمر الأزمة أكثر من 48 ساعة بعد الإعلان عن لائحة سحب الثقة من رئيسه السعيد بوحجة بتاريخ 27 سبتمبر / أيلول 2018، الذي فاجأ الجميع بصموده فالكل يتساءل اليوم عن سر هذا الصمود والجهات التي تقف وراءه وأسباب تمسكه بمنصبه بغض النظر عن الموقف الدستوري والقانوني من لائحة سحب الثقة.

بوحجة نفسه كشف في تصريح صحافي سابق له، إن مسؤولا في الرئاسة أخطره أنه “مازال يحظى بثقة الرئيس بوتفليقة”، وقال في حوار أجراه مع صحيفة “الخبر” أنه “لم يتلق أي اتصال من طرف رئاسة الجمهورية أو جهات أخرى تدعوه لمغادرة منصبه “وقال أنا سياسي وعلى أن أعرف إذا ما ستكون هناك إقالة أم استقالة”.

ونفى صحة الأخبار المتداولة بخصوص معارضته لترشح الرئيس لعهدة خامسة أجاب: “موقفي واضح من الرئيس بوتفليقة ” كل الأشخاص يمسكون العصا من الوسط إلا بوحجة فهو مساند للرئيس منذ 1999 وإلى غاية اليوم، أنا خطبي واضحة وكلها تؤيد الرئيس وسياساته “.

وفي تعليق له على هذه الأزمة يقول المحلل السياسي الجزائري ، احسن خلاص، في تصريح لـ ” رأي اليوم ” ” هناك صراع خارج البرلمان لكن مسرحه البرلمان “، ويضيف  قائلا إنه من الصعب جدا تحديد الجهتين اللتين تقف وراء هذه الأزمة بالاسم “.

ويستبعد المحلل السياسي ” وجود حلا في القريب العاجل، فالأزمة على حد قوله في عمقها صراع داخل كل العائلة السياسية التي دعمت  ورافقت بوتفليقة إلى يومنا هذا ” ، ويرى المتحدث أن ما يحدث داخل البرلمان الجزائري اليوم له علاقة  بمرحلة ما بعد بوتفليقة، فالأطراف المعنية بهذه الأزمة لم تتفق بعد على هذه المرحلة.

الموقف ذاته عبر عنه البرلماني والقيادي في حركة مجتمع السلم، أكبر حزب إسلامي في البلاد، ناصر حمدادوش في تصريح لـ ” رأي اليوم ” قائلا إن ” الأزمة القائمة داخل مبنى البرلمان هي انعكاس صارخ للصراع داخل أجنحة السلطة، على خلفية العجز عن الاتفاق أو التوافق على سيناريوهات الرئاسيات المقررة في ربيع 2019، بين الولاية الرئاسية الخامسة أو الاستمرارية بشخصية توافقية داخل الموالاة أو تمديد العهدة الرئاسية، وسيكون البرلمان هو الحلقة الأضعف والأسهل ككبش الفداء “.

ويقول ناصر حمدادوش إن ” هناك تعنّتٌ وتصلّب في المواقف بين الطرفين، إلى الدرجة التي تحولت فيها هذه القضية إلى معركةٍ صفرية وعدمية، تجاوزت كل الخطوط الحمراء لثقافة رجال الدولة “.

وفي السياق ذاته يذهب القيادي في الحزب الحاكم، سعيد لخضاري إلى القول أن الكتل البرلمانية الخمس لم تتحرك للإطاحة بـ ” عمي السعيد ” المجاهد كما قال من تلقاء نفسها بل الجهة التي عينته هي من أوعزت للنواب بالتحرك.

وعكس ما يقوله الكثيرون حول استنفاذ الطرفان المتصارعات أورقهما في الصراع الدائر على رئاسة الغرفة السفلى للبرلمان، يرى رئيس الكتلة النيابية السابق سعيد لخضاري، في تصريح لـ ” رأي اليوم ” إن خصومه يرفضون كشف المستور وفي حالة تمسك بوحجة بموقفه سيضطرون للكشف عن معطيات تدين بوحجة بشكل صريح  وسيجبر بعدها على الاستقالة، ويقول لخضاري إن الجولة الميدانية التي قام بها رئيس البرلمان الجزائري في الأزقة المحاذية لمبنى” زيغود يوسف ” دون حراسة أمنية هي بمثابة ” إعلان الوداع “.