نصيحة إلى جماعة أنصار الله في اليمن

جمعة, 09/14/2018 - 11:19

د. فضل الصباحي

 عليكم النظر قليلاً إلى تاريخ اليمن لكي تعرفون بأنكم لستم بحاجة لتبعية احد، إيران لديها إستراتيجية تختلف تماماً عن ما تعرفونه إنها تسعى لعودة الإمبراطورية الفارسية مستخدمة العاطفة “المذهبية” لتحقيق أهدافها.. أجدادكم اليمنيون هُم الذين أسقطوا الإمبراطورية “الرومانية والفارسية” وفتحوا العالم وأوصلوا الإسلام إلى فرنسا والصين وأفريقيا، والأندلس وإندونيسيا، وماليزيا، والقوقاز، وبقية مناطق العالم، أهل اليمن هُم من أسسوا الحضارات ونشروا الإسلام في بقاع الأرض، علماء اليمن هُم من آثروا العالم بالعلوم المختلفة بعد أن كانت أوروبا تعاني من ظلام الجهل!

 اليمــــن هي الموطن الأول للجنس البشري على وجه الأرض ونقطة التجمع والانطلاقة الأولى للهجرات البشرية بحسب ما جاء في الكُتب السماوية والتاريخية المختلفة؛ الحضارة اليمنية هي الأعظم في التاريخ لن تتكرر حتى قيام الساعة اليمــن هي؛ أرض العرب الأولى والشعب اليمني هو أصل الجنس العَربي الأصيل اليمنيون هم أول من تكلم باللسان العَربي وقبائل اليمن الشهيرة (عاد ـ وثمود ـ وطسم ـ و جديس ـ وجرهم ـ والعمالقة ـ  و أُميم  وغيرها) هي قبائل العرب القديمة التي انتشرت في الجزيرة العربية ، والعراق ، والشام ، ومصر، وشمال إفريقيا، والقرن الأفريقي، وغيرها وظهر منها العرب العاربة قبائل “قحطان” والعرب “المستعربة” قبائل عدنان  قدمت من اليمن، لذلك فإن عدنان عربي يمني، وبالتالي فإن نبي الله إبراهيم عليه السلام عربي والنبي محمد عليه الصلاة والسلام عربياً، وسيدنا الأمام علي ابن ابي طالب كرم الله وجهه عربي  أحب أهل اليمن وأحبوه وناصروه في جميع حروبه ومن يدعون محبته هُم الذين خانوه وغدروا بِه.. يكفيكم ما قاله النبي محمد عليه الصلاة والسلام عن أهل اليمن: ”أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوباً وألين أفئدة الإيمان يمان والحكمة يمانية” أهل اليمن هم مني وأنا منهُم أهل اليمن كأنهم السحاب هُم خيار من في الأرض!!

عليكم أن تعرفوا بأن روح المحبة والتسامح، والتعايش سادت بين “الزيود” وإخوانهم “الشوافع” في اليمن من القرن الهجري الأول حتى ظهوركم ببعض “الأفكار” الدخيلة على اليمنيين لم يحدث في اليمن أي خلاف في الأصول، لقد كانت ثقافة الحوار والتفاهم بين العلماء هي اللغة السائدة في كافة أرجاء اليمن.

يقول الإمام يحيى بن حمزة من كبار علماء الزيدية: “الخلاف بين المنافسين في المذاهب لا يتم عن طريق الحرب والقتل، وإنما بالفكر وبالمنطق وبالانتصار للعقل وبالحوار المفتوح”.

كما يؤكد علماء الزيدية والشافعية بأن اليمن عاشت طوال قرون عديدة بانسجام ديني وأخلاقي، وكان الإختلاف علمي في الأصول، والفروع كان إختلاف فكري أثرى العلوم والمعارف الإسلامية والإنسانية في جميع المجالات، ولم يتجاوز الإختلاف حدود العلم والإحتجاج الفكري والفقهي، بكل ما يمتلك علماء كل مذهب من استدلالات في مجال الإثبات العلمي، وبذلك تعايش العلماء وأتباع كل مذهب في الأرض اليمنية الطيبة، قاصدين بعلومهم إرضاء الله، مسجدهم واحد، وخطيب جمعتهم واحد، الزيدي مع الشافعي.

أتمنى أن يعود أهل اليمن إلى روح الإسلام الحقيقي الذي جمعهم طوال تلك القرون، ويسهم الجميع في بناء دولتهم بعيداً عن أصحاب الأفكار المتطرفة، وتجار الحروب، ومراكز القوى الفاسدة!

كاتب يمني