من الذي يجب أن نلومه أولًا في حرب اليمن!

أربعاء, 09/12/2018 - 10:22

سارا الرقيشية
هل نلوم الحوثي؟ أو نلوم التحالف؟ في الحقيقة جميعهم يتقاسمون اللوم، جميعهم شاركوا في إستباحة دماء اليمنيين الأبرياء، جميعهم تعاونوا بشكلٍ غير مُباشر في جعل اليمن يعيش أسوأ مرحلة دموية خلال تاريخه الحديث، ولكن لا أظن أن هناك أحدًا يستحق اللوم بالدرجة الأولى سوى الرئيس الذي كانَ نائمًا في إحضانِ الرياض (عبد ربه منصور هادي)، مالذي يجعلنا نلوم حكومة هادي أولًا!

التحالف السعودي لم يدخل دائرة الصراع اليمنية-اليمنية فجأةً، بل أن الرئيس اليمني أرسل دعوته السوداء للدول، طالبًا منهم التدخل العسكري العاجل للقضاء على توسع جماعة أنصار الله، حينها كانت المملكة من أوائل المرحبين بهذه الدعوة؛ فَوافقت بالعبث باليمن الحزين تحت عملية أسمتها”عاصفة الحزم”، وبدأ التحالف السعودي يكبر، يكبر دولةً تلو الأخرى تنفيذًا لطلبٍ من الحكومة الشرعية.

فَفي بدايات الحرب لاقى التطفل السعودي المُعادي للحوثيين ترحيبًا كبيرًا من قِبل اليمنيين الذين يشاركون السعودية في عدوانها تجاه أنصار الله أيأكثر من نصف اليمنيين (بإستثناء أنصار جماعة أنصار الله، والرئيس الراحل المخلوع) كانوا راضين على هذه الحرب على أملِ التخلص من سواد الحوثيين.

ولكن بعد مرور الشهور، والسنوات بدأت قوات التحالف تتقلص بحيث في 2017 أنهت قطر وجودها مع التحالف السعودي، تحت تهمة دعمها للحوثيين -على حد زعم السعودية-، واليوم في 2018 يبدو أن الحكومة الباكستانية الجديدة ستحضر صدمة جديدة قريبًا للتحالف السعودي، ولا ننسىتغير الموقف الماليزي الإيجابي، الأهم من هذا كله أن الأكثر من نصف اليمنيين الذين كانوا مؤيدين لهذه الحرب الإستنزافية، ولهذا التدخل السعودي اللاعقلاني أصبح ثلاثة أرباعهم ضد التدخل، ويطالبون اليوم بترحيل التحالف من الأراضي اليمنية حالًا!

وضوح الستار عن كواليس العدوان السعودي أمام اليمنيين لا يعني بتاتًا أن اليمنيين أصبحوا بصف جماعة أنصار الله الحوثية اليمنية؛ فاليمنيون الأبرياء يدركون كل الإدراك ما فعلهُ، ويفعله الحوثي بهم قبل التطفل السعودي أكثر من أي إنسانٍ آخر، إنما بعد نتائج حرب التحالف السعودي التيدامت أكثر من ثلاث سنوات، ولم تحقق إيّة نتائج إيجابية بل بالعكس كانت تنجب صدماتٍ سلبية لليمنيين الذين رحبوا بدخول العدوان من قصفِ باصاتهم، واِستهدافِ مدارس تحفيظ القرآن، وإجهاض أعراسهم، وتدمير بُناهم التحتية، وغيره من المجازر التي لاقى بها اليمنيين حتفهم، ومن ثم يقدمبعدها التحالف إعتذارًا باردًا :)!

يتكرر تكرارًا وراء تكرارٍ على لسان التحالف السعودي: “نعتذر على هذه المجزرة لقد كانَ خطأ غير مقصود!”

هل تعتقدون أن اليمني ساذج أعمى!

الآن بدأ اليمنيوون يستعيدون رشدهم؛ فقد دخل التحالف، ولم يحقق الهدف الذي بسببه بعض اليمنيين رحّبَ بدخولهم، بل العكس تمامًا توسع نفوذالحوثيين بعد دخول التحالف السعودي أكثر من السابق، ووصلت جماعة أنصار الله إلى العاصمة اليمنية، وبات الشمال تقريبًا تحت قرار يد الجماعة!

الآن باتت نتائج قرار النائم الرئيس هادي في الشوارع اليمنية، لم يعد رأي الشارع اليمني الحالي كالذي كانَ في مارس 2015، أصبح الشارع اليمنيأكثر إدراكًا، وصاروا يرفعون شعارات منددة لحكام التحالف، وعلاوةً على ذلك يحرقون صور بعض قادة التحالف، فما كانت السعودية جريئة لإغتصاب جارتها لولا دعوة هادي، وما كان الحوثي يتمدد حزبيًا لا وطنيًا بهذا الشكل السلبي، ويرد الإرهاب السعودي إرهابًا حزبيًا يضر باليمنيين أولًا لولا تطفل الفايروس السعودي في الأراضي اليمنية.

في الختام يجب أن أكرر ما أسلفت ذكره في المقدمة هذا لا يعني أن أيادي السعودية، والحوثي لا تُلام على هذه الحرب التي لا ناقة خيرٍ لها، ولكنمحور حديثنا عن المُلام رقم واحد، أو إن صحَ القول هو من بسببه نتج المُلامين التحالف، والحوثي، وأعتقد أن من فتحَ باب هذه الحرب السوداء هوالقادر على إنهاء هذه الحرب؛ فكما تمكن فتح بابها بدعوة دخول بسيطة كذاك يمكنه أن يقلب الدعوة إلى دعوة خروج للضيوف العابثين، ختامًا ختاميًا أنا متأكدة، وأجزم جزمًا حازمًا أن الأزمة اليمنية لا تحتاج إلى دخلاء بقدر ما أنها تحتاج إلى تفاهم عقلاني بين الأحزاب اليمنية بما فيهم طبعًا الحوثيين.

سلطنة عُمان