“الشمايلة” الصوت الصّادح الذي أخرسه الإعلام الأردني والرزاز نسخة مكررة من أفلاطون

أربعاء, 09/12/2018 - 10:21

رندا حتامله

حضورٌ راقي لشباب الدوار الرابع برز في المحاضرة التي ألقاها الدكتور عمر الرزاز مساء الأحد في الجامعة الأردنية ، سمعهم الرزاز بينما كان الإعلام الأردني أصمٌ عن أسئلتهم التي رتلوها على أذان الرزاز ، وكان صوت “روان الشمايلة ” صادحاً ليس باسم شباب الرابع وإنما باسم الشعب الأردني كاملاً الذي مازال ينتظر الحلول الواقعية التي يلمسها على أرض الواقع إبتداءً من قانون الضريبة الذي أشعل فتيلة الحراك الشعبي مروراً بمحاسبة الفاسدين اللذين عاثوا بالإقتصاد الأردني ومقدراته فساداً مروراً بالبنى التحتية المتردية وسوء الخدمات في جُل القطاعات  وإنتهاءً بالبطالة التي أنهكت الشباب الأردني وجعلت منه فريسةً سهلة لضعاف النفوس.

الرزاز الرجل “البراغماتي والراديكالي” لم يخلع في خطابه هذين الصفتين عنه وإنما كخطاباته السابقة بدأ من الجذور واستعرض الأزمات الإقتصادية من أصل جذورها التاريخية حتى العام الحالي وقرن الأزمة الإقتصادية بالأزمة السياسية وربط بينهم بطريقة البراغماتي الذي يبرع في التدرج من الجزء إلى الكل والعكس ويخلط الأزمة السياسية والإقتصادية ليخرج بمركب الأزمة الإجتماعية وكيف سينتهج نهجاً خاصاً لكل أزمة وعلى المذهب الراديكالي يبدأ من الجذور ليصلح كل ماأفسدته الحكومات السابقة ويخرج لنا بالمدينة الفاضلة التي يتخيلها وبطريقة الحوار الدرامي الفلسفي التي كان معلم الفلسفة أفلاطون يخرج بنظرياته من خلالها إلى المجتمع ويتصور بها مدينته الفاضلة على نهجه الرزاز مازال يحاور الشعب ورغم أن هذه الفلسفة بالحوار تروق لي وتدغدغ المشاعر جيداً إلا أنها باتت مكررة وسبق واستهلكها في أكثر من خطاب ولم يطل علينا بشيءٍ جديد أو بإنجاز ملموس حتى اللحظة وعندما نحلل محتوى خطابه نجد التكرار بكل جملة إلا ماجاء به من فكرة الشركة القابضة وتشغيل الأيدي العاملة وحتى هذه الفكرة تندرج تحت قائمة تصورات المدينة الفاضلة التي ملّ الشعب الأردني من إنتظارها وماعاد يملك الطاقة ليتخيلها وإنما يطوق لإنجازات فعلية على أرض الواقع.

 بالأمس شغلت محاضرة الرزاز الفضائيات  وأشعلت الصحف الرسمية والمواقع الإلكترونية وأشبعوها تحليلاً ، وغفلوا أو بالأصح تغافلوا عن إلتفاف شباب حراك الرابع حول الرزاز وطرحهم الأسئلة على مسامعه فأين مندوبيهم وراصديهم باستثناء الزميلة “عمون” التي ذكرت خبراً عابراً عن التفاف شباب الحراك حول الرزاز الذي جاء إثر إحتجاجاتهم ومطالباتهم “روان الشمايلة” كان طرحها الأقوى وهي تدق ناقوس الخطر حول الملفات العالقة وتذكر الرازاز إن كان ناسياً ، الإعلام الأردني مازال متقوقعاً  بدور المصفق والملمع للحكومة على عيوبها وهذا النهج لن يخدم الواقع الأردني ولن يلبي أدنى إحتياجاته “الشمايلة وشباب الحراك ” أهم ماء في خطاب الرئيس .