مؤرخ يدعو الى قتل و تهجير العرب من فلسطين المحتلة

خميس, 08/16/2018 - 09:32

اليوم انفو :

أصدر المؤرّخ الإسرائيليّ، البروفيسور بيني موريس، كتابًا جديدًا تحت عنوان “من دير ياسين إلى كامب ديفيد” كشف فيه النقاب عن آرائه العنصريّة، إنْ لم تكُن الفاشيّة، علمًا أنّه كان حتى قبل عدّة سنوات، ممثلاً لما يُطلَق عليه اليسار الصهيونيّ، وحتى أنّه رفض خدمة الاحتياط عام 1986 في الضفّة الغربيّة لأنّها منطقةً مُحتلّةً.

في مقابلة مع صحيفة (يديعوت أحرونوت) أكّد موريس على أنّ إسرائيل أخطأت في العام 1948، ذلك لأنّها لم تطرد جميع العرب من إسرائيل إلى الأردن خلال “حرب التحرير”، زاعمًا لو أنّه تمّ تطبيق الخطّة، لكانت قامت دولة فلسطينيّة في الأردن، وفي إسرائيل دولة يهوديّة، وهذا الحلّ، شدّدّ، كان سيحّل المشاكل للجميع ويُخفّف للحد الأدنى العنف، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ خطّة بن غوريون، طرد الفلسطينيين، لا يُمكن اليوم إخراجها إلى حيّز التنفيذ، لأنّ إسرائيل أهدرت الفرصة في العام 1948، على حدّ تعبيره.

وفي معرِض ردّه على سؤالٍ قال إنّ رفض عرفات للاقتراح السخيّ الذي قدّمه إيهود باراك له في كامب ديفيد، أدّى إلى تنامي قوّة اليمين الإسرائيليّ، وبالتالي، أضاف، فإنّ عرفات سحب البساط من تحت أرجل اليسار الصهيونيّ، كما أكّد، وتطرّق إلى تأييد المُستجلبين اليهود من الدول العربيّة وقال إنّ مواقفهم اليمينيّة نابعة من الغبن الذي لحق بهم قبل وصولهم إلى إسرائيل من قبل الأنظمة العربيّة، وعليه، فإنّهم يرفضون أيّ تنازلٍ عن حبّة تُراب من إسرائيل لصالح الفلسطينيين. تابع قائلاً بما أنّ اليهود، الذي استُجلبوا من الدول العربيّة تعرّضوا للإهانات والاحتقار والازدراء من قبل الأنظمة الحاكِمة، فإنّهم اليوم يُحاوٍلون الانتقام من الفلسطينيين.

وأقّر موريس بأنّه يُوافٍق تمامًا على المقولة بأنّ إسرائيل هي “فيللا بالجونغل” العربيّ، وهو التوصيف الذي وضعه إيهود باراك، ويُضيف أنّ هذا الوصف تأكّد أكثر بعد “الربيع العربيّ”، إذا باتت سوريّة الجونغل الحقيقيّ، لافتًا إلى أنّ إعادة اللاجئين الفلسطينيين الذي يُقيمون في سوريّة لإسرائيل هو أمرٌ مرفوضٌ عليه، جملةً وتفصيلاً. وعزا سقوط باراك السياسيّ إلى رفض عرفات المُوافقة على الاقتراحات التي قدّمها له في كامب ديفيد عام 2000.

وهاجم موريس العقليّة العربيّة، قائلاً إنّها تؤمن بالعنف والدماء، وبالتالي فإنّ مبدأ “الفيللا بالجونغل” وعلى السلاح ستعتمد إسرائيل للمُحافظة على وجودها، سيبقيان الشعار الوحيد على المدى الإستراتيجيّ، زاعمًا أنّ العقليّة العربيّة لن تتغيّر، كما حدث في دولٍ أخرى، مثل ألمانيا واليابان بعد الحرب العالميّة الثانيّة.

وبرأي موريس، فإنّ عقيدة “داعش” تُميّز الأقليّة الساحقة من المُسلمين في العالم، ذلك لأنّ نظرتهم لأنفسهم وصلت إلى الحضيض، لأنّهم كانوا تحت عدّة احتلالات على مدار مئات الأعوام، وبالتالي، أوضح، فإنّ مبادئ “داعش” تستقطبهم لأنّهم يرَوْن في الدولة الإسلاميّة تحقيقًا لطموحاتهم بإقامة الإمبراطوريّة الإسلاميّة، بحسب قوله.

وكشف موريس عن حقده على العرب عندما قال في المُقابلة إنّه مسرورًا وفرحًا جدًا لأن العرب يقتلون بعضهم البعض، مُشيرًا إلى أنّ الصراع المذهبيّ بين السُنّة والشيعة يخدم في نهاية المطاف المصالِح الإستراتيجيّة لإسرائيل، وإذا كانوا يعشقون قتل بعضهم فليستمٍّروا في ذلك، شريطة ألّا يقتلوننا، قال موريس.

وتناولت المُقابلة الوضع في غزّة والضفّة، حيث قال المؤرّخ إنّه بشكلٍ أوْ بآخر يُمكن التوصّل إلى حلٍّ في الضفة الغربيّة، ولكن لا يوجد أيّ حلٍّ لغزّة، لافتًا إلى أنّ غزّة كانت أحد أكبر الأخطاء التي ارتكبها بن غوريون، ومُوضحًا أنّه لا يفهم كيف يُمكن استيعاب 2 مليون فلسطينيّ في القطاع، وأضاف أنّه يجب القضاء نهائيًا بعمليةٍ عسكريّةٍ واسعة النطاق ضدّ حماس، ولكنّ الحكومة فقدت الضمير والبوصلة على حدٍّ سواء، وهي ليس مستعدّةً دفع ثمن الحرب على غزّة لإسقاط حكم حماس.

وفي معرض ردّه على سؤالٍ حول إيران، قال إنّه يُوافق مع نتنياهو بأنّ هذه الدولة تُريد القضاء على إسرائيل، وأنّها تُحكم من قبل مجموعةٍ تؤمن بضرورة شطب إسرائيل عن الخارطة، ولكن إذا وصلوا إلى القنبلة النوويّة واستخدموها ضدّنا، أكّد المؤرّخ الإسرائيليّ، فإنّ الإيرانيين سيتلّقون منّا ضربةً قاصمةٍ، لافتًا إلى أنّه عاتب على نتنياهو جدًا، لأنّه كان يتحتّم عليه منذ زمنٍ بعيدٍ الهجوم على إيران، وهذا الخطأ، وهو أحد أهّم الأخطاء التي ارتكبها نتنياهو خلال فترة حكمه، إذْ أنّ الهجوم الإسرائيليّ، كان سيُلزِم أمريكا بالتدّخل لمُساعدتنا، ومؤكّدًا على أنّه من معرفته فإنّ العملية العسكريّة الإسرائيليّة ضدّ إيران كانت ستتكلل بالنجاح، على حدّ قوله.

بالإضافة إلى ما ذُكر أعلاه، قال موريس إنّه خلال حرب الـ48 قتل 800 حتى 900 فلسطينيّ فقط، في حربٍ فرضها العرب علينا، وهذا الرقم لا يُعتبر، نحن كنّا وما زلنا وسنبقى الجيش الأكثر أخلاقيًا في العالم، مُشيرًا إلى أنّ الأخلاقيات التي ميزّت الإسرائيليين، جيشًا ومُجتمعًا في العام 48، تنامت بشكلٍ كبيرٍ في الحروب التي خاضتها إسرائيل منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا.

وخلُص إلى القول إنّ المجتمع الإسرائيليّ وكان وما زال وسيبقى ديمقراطيًا، على الرغم من أنّ الحكومة التي يقودها نتنياهو تعمل على المسّ بمبادئ الديمقراطيّة، بحسب تعبيره.