على ترامب إعداد 7 تريليون دولار أخرى لمواجهة ايران

جمعة, 08/03/2018 - 18:48

صالح القزويني
يكتفي الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقول ان بلاده أنفقت 7 تريليون على المنطقة ولم تكسب شيئا من انفاقها، دون أن يبين متى واين وكيف أنفقت بلاده هذا المبلغ الكبير.
هذا المبلغ الكبير أنفقته الولايات المتحدة على العراق وأفغانستان، ومع هذا المبلغ الهائل من المفترض أن يتحول هذان البلدان الى جنة الله في الأرض، ولكننا لا نرى سوى الدمار والأزمات واستمرار الحروب والصراعات فيهما، فيا ترى كيف أنفقت الولايات المتحدة هذا المبلغ؟
حربا العراق وأفغانستان استنزفتا هذا المبلغ الهائل، ولكن هل من المعقول أن يستنزف الاحتلال الأميركي للعراق وأفغانستان كل هذا المبلغ، خاصة اذا عرفنا أن نظامي صدام حسين وطالبان كانا يمران بأضعف مراحلهما، ولعل أبرز دليل على ذلك هو انهيارهما السريع بعد الهجوم الأميركي، لذلك، كيف أنفقت الولايات المتحدة 7 تريليون دولار على احتلالها للعراق وأفغانستان؟
لاشك أن جزءا من السبعة تريليون دولار أنفق على عمليتي اسقاط نظامي طالبان وصدام غير أن معظم المبلغ أنفق على تبعات الاحتلال، فقد كبدت المقاومة الشرسة وخاصة المقاومة العراقية الاحتلال خسائر فادحة، فلم يكن يمر يوم إلا وتتعرض القوات الأميركية في العراق الى هجوم، الأمر الذي استنزف الأموال الأميركية.
الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما التفت الى الأزمة الاقتصادية التي تمر بها بلاده ورأى أنها لو استمرت في احتلال العراق فستنهار الولايات المتحدة لا محالة، لذلك سارع في الانسحاب من العراق وقلص تدخل بلاده في الكثير من الأزمات ليحول دون انهيار بلاده.
ترامب بدوره حدد المشكلة التي تواجهها بلاده وهي ان الأزمة الاقتصادية لاتسمح للولايات المتحدة بلعب دور قيادي في العالم، لذلك فان خلفية كل الاجراءات والقرارات التي يتخذها اقتصادية وتهدف الى الحد من الانفاقات وتوجيه معظم النفقات الى ما يعزز الدور القيادي لبلاده في العالم.
اليوم جاء ترامب ليجني نتائج المبالغ التي أنفقتها بلاده، فدعا دول المنطقة بكل صراحة الى ضرورة دفع ثمن حمايتها، ولكن لن يتحقق ذلك من دون صنع عدو وهمي، فكانت ايران هي ذلك العدو، والغى الاتفاق النووي لتكون المواجهة الاعلامية حقيقية، وسيواصل حملة التحريض ضد ايران وليس من المستبعد أن تتجاوز المواجهة الصعيد الاعلامي اذا نجح ترامب في ضم الاتحاد الأوروبي اليه.
ايران لن تسمح لنفسها بأن تتحول الى لقمة سائغة لترامب غير أن طبيعة المواجهة الايرانية للحملة الاميركية تتوقف على مدى استجابة المجتمع الدولي للعقوبات الأميركية، وحال رضوخ هذا المجتمع للضغوط الأميركية فان هذه المواجهة لن تتوقف عند حد معين، لأن ترامب فتح النار على ايران منذ الغائه للاتفاق النووي ومع ان طهران تأثرت بنيران ترامب الا أن اصابتها وجراحها ستكبر وتتوسع اذا استجاب المجتمع الدولي لطلب واشنطن بوقف التعامل مع ايران، لذلك سترد بكل ما تمتلك على نيران ترامب.
التصعيد ضد ايران واحتمال شن الحرب عليها لن تكون نزهة لترامب، واذا كانت الولايات المتحدة قد انفقت 7 تريليون دولار مقابل الاطاحة بنظامين شبه منهارين والتصدي لمقاومة تفقد الكثير من الامكانيات، فما هو المبلغ الذي يتعين على ترامب انفاقه لمواجهة ايران التي لن تتخلى عن قدراتها الصاروخية والنووية وامتدادها الاقليمي والدولي، مهما كانت الضغوط عليها؟
– طهران