“العزوف الجنسي”… مرض أم رغبة مفقودة؟

اثنين, 07/23/2018 - 20:44

اليوم انفو : شغلت الفرق الغنائية الشبابية من أمثال “باك ستريت بويز″ و”إن. سينك” على قلوب المراهقات في أنحاء العالم خلال فترة التسعينيات من القرن الماضي، باستثناء كارميلا دي وينتر، التي بدأت تدرك أنها قد تكون مختلفة في ذلك عن صديقاتها.

وفي الوقت الذي كانت الفتيات يحلمن فيه بمعانقة أو تقبيل نجوم من أمثال جاستين تيمبرليك أو نيك كارتر، كانت دي وينتر سعيدة بمجرد الاستماع إلى موسيقاهم، حيث أنها لم تكن مهتمة بالتفكير في الجنس، سواء كان ذلك مع مغن مشهور، أو حتى مع زملائها في المدرسة.

لم تكن وينتر تطمع في شئ أكثر من مسك الأيدي وقليل من العناق.

ولا ترغب دي وينتر، التي تبلغ من العمر حاليا 39 عاما، والمنحدرة من مدينة كارلسروه الألمانية، في نشر اسمها الحقيقي، ولكنها ترغب فقط في رواية قصتها، ولأنها شابة، فإن لديها العديد من النظريات حول عدم شعورها بالحاجة إلى ممارسة الجنس مثل الأخريات.

وتسترجع دي وينتر ذكرياتها قائلة: “كنت أعتقد في البداية أن كل من مارس الجنس، مجنون”. وفي مرحلة ما، بدأت الشابة في إعادة النظر في الامر. وقد فكرت في أنها قد لا تكون من محبي الجنس الآخر، ولكنها سرعان ما أدركت أن ذلك لم يكن السبب وراء عدم شعورها بالرغبة الجنسية أيضا.

ثم بدأت تفكر في أنه ثمة شيء ما خطأ لديها: “افترضت أنه لم يكن لدي أي ميل للاتصال الجنسي؛ لأنني كنت شديدة السمنة والخجل”.

ولقد طرأ على ذهنها مفهوم العزوف الجنسي في البداية عندما كانت في منتصف العشرينيات من عمرها، وذلك بينما كانت تقرأ إحدى المقالات. وتسترجع وينتر ذكريات هذه الايام قائلة: “وفي ذلك الوصف (العزوف الجنسي) عرفت نفسي”.

ومرت خمس سنوات قبل أن تتبنى ذلك المفهوم لنفسها بصورة كاملة، ثم بدأت في قراءة المزيد حول العزوف الجنسي، والمشاركة في لقاءات، والتحدث مع الآخرين في مثل هذه المنتديات حول معنى هذا المفهوم.

وتقول: “لقد كان أمرا جيدا أن أعرف أن هناك آخرين (يشعرون بنفس ما أشعر به)”.

وفي عام 2012، أسّست دي وينتر اتحاد “اسوسيشن إيه.” لنشر المعلومات حول موضوع العزوف الجنسي.

وكان مصطلح “العزوف الجنسي” ظهر على الإنترنت في أواخر التسعينيات من القرن الماضي، ويرى خبير علم نفس الجنس السريري، كريستوف أهليرز، أن “العزوف الجنسي” ليس مرضا.

ويقول أهليرز: “لا يعاني من يدخلون فى تصنيف العزوف الجنسي من فتور في الرغبة” ولكنهم فقط لا يشعرون بالميل جنسياً للآخرين. وفي الوقت الذي قد يرفض من يعانون من العزوف الجنسي ممارسة الجنس مع الآخرين، فإنهم لا يمانعون – في كثير من الأحيان – في إرضاء أنفسهم جنسياً.

ويضيف أهليرز أنه إلى جانب ذلك، فإن الشهوة تعتبر واحدة فقط من بين ثلاثة عناصر مميزة للميل الجنسي. “وإلى جانب الإثارة، فإن الجنس يتعلق أيضا بالتكاثر والتواصل.”

ويعني ذلك أنه في الوقت الذي لا يكون فيه لدى من لايشعرون بالميل الجنسي رغبة في الاستمتاع بالاثارة الجنسية مع الآخرين ، فإنهم قد يرغبون في ممارسة الجنس لأسباب عاطفية أكثر، أو لإنجاب الأطفال.

كما أن العلاقة الحميمية والاقتراب من خلال الاتصال الجسدي، هي أيضا شيء يحتاجه العديد ممن يعزفون عن ممارسة الجنس والراغبين فيه.

ومن جانبها، تقول فيفيان جويكستوك ، خبيرة العلاج الجنسي وعلم النفس: “يتم التعبير عن الرغبة الجنسية والاهتمام بشكل مختلف لدى كل شخص. فمن الممكن أن يكون لدى البعض رغبات جنسية قوية، بينما البعض الآخر يفتقر الى ذلك، ولكن لايزال الكثير عن أسباب مثل هذه الاختلافات بين الاشخاص مجهولا”.

كما أنه ليس هناك إجماع أكاديمي حول ما إذا كان من الضروري اعتبار العزوف الجنسي، توجها جنسيا. وتعتقد جويكستوك أن العزوف الجنسي موجود دائما، ولكن لم يتحدث عنه أحد.

وتقول: “لقد كان يُنظر إلى الجنس في الزواج على أنه مهمة واجبة أكثر من كونه متعة. أما اليوم، فمن الممكن لعدد أكبر من الأفراد أن يعيشوا الميل الجنسي المفضل لديهم”. كما تعتقد جويكستوك أن الميل الجنسي لدى الاشخاص هو أمر غير ثابت، ومن المحتمل تغيره.

ولم تعد دي وينتر تشعر بالحاجة إلى التشكيك في ميلها الجنسي، وعندما سُئلت عما إذا كانت مرت من قبل بأي تجارب جنسية، جاء ردها حذرا وقالت: “يقول الكثيرون إنه ليس بوسعي أن أعرف ما إذا كنت سأستمتع بها أم لا طالما أننى لم أقدم عليها بعد”.

ولا توافق دي وينتر على هذا الرأي ، وترى أن تجاربها حتى الآن كثيرة بالقدر الذى يتيح لها الحكم على ذلك، كما أنها راضية عن عدم وجود رغبة جنسية لديها، وذلك على الرغم من أنها لاتستبعد ان يكون لها شريك فى وقت ما.

وفي حين أن هناك مواقع إلكترونية خاصة بالمواعدة، ولاسيما بين من ينطبق عليهم وصف العزوف الجنسي، إلا أن دي وينتر – التي تصف نفسها بأنها عزباء دائما – لا تبحث صراحة عن شريك. وتضيف: “ليس من السهل العثور على شخص يناسبني”.