الموساد فشل برصد تطوير الأسلحة بليبيا وسوريّة

ثلاثاء, 04/17/2018 - 15:53

اليوم انفو : في تصريحاتٍ “خارج الصندوق” وخارجة عن المألوف في كيان الاحتلال، انبرى نائب رئيس الوزراء الإسرائيليّ الأسبق، حاييم رامون، وبقّ الحصى في كلّ ما يتعلّق بإخفاقات المخابرات الإسرائيليّة. رامون، وفي مقالٍ جريءٍ، نشره في صحيفة (هآرتس) العبريّة، تناول الفشل تلو الفشل الذي كان من نصيب أذرع الأمن في الدولة العبريّة، مُحذّرًا في الوقت عينه أنّ الإخفاق الرابع في طريقه للخروج إلى حيّز النور.

رامون، قال إنّ المخابرات الإسرائيليّة لم تكُن تعرف شيئًا عن الأسلحة غير التقليديّة التي كان يمتلكها الشهيد معمّر القذافيّ، وعندما أعلن في كانون الأول (ديسمبر) 2003 أنه قرر تصفية المشروع النوويّ في بلاده، أُصيبت إسرائيل بصدمةٍ شديدةٍ، لأنّها لم تكُن لديها فكرةً عن قدرات ليبيا،  مُوضحًا أنّ هذا الفشل كان الأكبر الفشل منذ الإخفاق في حرب 73، الأمر الذي ألزم أجهزة الاستخبارات لإجراء تقييمٍ داخليٍّ جديٍّ.

وأشار إلى أنّ الفشل الثاني كان في شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان) حول حرب الخليج الثانية 2003، لافتًا إلى أنّه  في ذروتها، مثل أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست رئيس (أمان)، وقال: أُقدّر بصورةٍ معقولةٍ جدًا وجود سلاح غير تقليديٍّ لدى العراق، مُضيفًا أنّه بهد هزيمة العراق، امتنعت الاستخبارات العسكرية عن التوصية للمستوى السياسي بإلغاء حالة التأهب وتحرير مواطني إسرائيل من الكمامات التي كانت ترافقهم.

وشدّدّ على أنّ (أمان) خشي من أنْ تُهاجم إسرائيل من منطقة شمال غرب العراق التي لم تحتل بعد، وهذا القرار جسّد الاعتقاد الراسخ لجهاز الاستخبارات بوجود سلاحٍ غيرُ تقليديٍّ وصواريخ أرض ـ أرض لدى النظام العراقيّ.

ولفت نائب رئيس الوزراء الإسرائيليّ الأسبق إلى أنّه على ضوء حالات الفشل الاستخباراتية في كلّ ما يتعلّق بالسلاح غير التقليدي، سواءً في ليبيا أو العراق، قررت لجنة الخارجيّة والأمن عقد لقاء كل ستة أشهر مع رئيس الموساد ورئيس الاستخبارات العسكرية، تتم فيه مناقشة إمكانية وجود سلاح نووي لدى الدول العربية بشكلٍ عامٍّ، ولدى سوريّة بشكلٍ خاصٍّ.

أمّا الفشل الثالث، برأي رامون، فيتعلّق بعدم معرفة الاستخبارات الإسرائيليّة عن قيام سوريّة بتطوير المفاعل النوويّ بدير الزور، لافتًا إلى أنّه من المعروف اليوم أنّ سوريّة بدأت في بداية سنوات الإلفين بإقامة مفاعل بلوتونيوم.

ورأى أنّه لا خلاف حول أنّه حتى منتصف 2006 لم تكن هناك أيّ فكرة، لا لدى الاستخبارات العسكريّة أوْ الموساد، بأنّ مفاعلاً كهذا تتّم إقامته من قبل السوريين بمساعدة كوريا الشمالية في منطقة دير الزور، ولا يوجد خلاف حول أنّ الأمر يتعلّق بفشلٍ كان يمكن أنْ تكون له تداعيات مصيرية إسرائيل.

وأضاف إنّه في الحالات الثلاث المذكورة فشلت الاستخبارات الإسرائيليّة، ولم تُحضر في الوقت الصحيح معلومات صحيحة عن برنامج سلاح غير تقليدي في الدول العربية، مًوضحًا أنّ هدفه ليس المُحاسبة، إنمّا التحذير في كلّ ما يتعلّق بالمُستقبل.

وأردف قائلاً إنّ الأمر يتعلّق كما هو معروف بالمشروع النووي الإيرانيّ، كاشفًا أنّه في العام 2008، و”في نهاية نقاش الطاقم الوزاريّ في حكومة أولمرت الذي عالج المشروع النووي الإيرانيّ والذي كنت عضوًا فيه، توجهت لرئيس الموساد آنذاك مئير دغان وسألته:انظر إلى خارطة إيران، مليون كم مربع، هل لديك شك وخوف من أنّ الإيرانيين يخفون جزءً من المنشآت النووية الخاصة بهم، وتحديدًا منشآت أجهزة الطرد المركزيّ، التي ليست لدينا أية فكرة عنها؟”، فردّ قائلاً: هذا الأمر محتمل بالتأكيد.

بالإضافة إلى ذلك، قال رامون إنّه، في الأعوام 2011 ـ 2012، كان نتنياهو وباراك ينويان القيام بعمليةٍ عسكريّةٍ ضد المنشآت النووية الإيرانية، مُوضحًا أنّ خطة الهجوم ارتكزت إلى الافتراض أنّه توجد لدى تل أبيب معلومات صحيحة عن كل المنشآت النووية الإيرانية، جازمًا أنّ هذه كانت فرضيةً خاطئةً تمامًا.

وتابع أنّه حسب تجربة الماضي، كان يجب الأخذ في الحسبان أنّه توجد للإيرانيين منشآت نووية، ليست لإسرائيل والغرب أيّ فكرة عن مكان إخفائها، مُشيرًا إلى أنّه قامت إسرائيل بتنفيذ الهجوم وتدمير المواقع المعروفة، فيُمكن الافتراض بأنّ الإيرانيين كانوا سينجحون في إعادة بناء قدرتهم النووية بسرعةٍ كبيرةٍ بواسطة نفس تلك المواقع، التي لم تعرف إسرائيل عنها، وكانوا سيطورون السلاح النووي خلال فترة قصيرة.

واختتم قائلاً إنّ السبيل الوحيد للعمل ضدّ التسلح الإيرانيّ هو بالوسائل الدبلوماسية، مثل التوقيع على الاتفاق النوويّ رغم نواقصه، هذه هي الطريقة التي يجب على المجتمع الدولي إتباعها مستقبلاً مع أخذ العبر من الاتفاق الحاليّ، على حدّ تعبيره.