لماذا سأشارك باعمال المجلس الوطني الفلسطيني؟

ثلاثاء, 04/10/2018 - 18:50

صابر عارف

مطلع هذا الاسبوع، وصلتني باعتباري عضوا  في المجلس الوطني الفلسطيني دعوة من السيد سليم الزعنون رئيس المجلس للمشاركة في أعمال الدورة الثالثة والعشرون التي ستعقد نهاية الشهر الجاري في مدينة رام الله، في مخالفة واضحة وصريحة لقرارات اللجنة التحضيرية التي شملت الكل الوطني في حينها،  والتي عقدت في بيروت قبل اقل من عام وقررت باجماع وطني ضرورة انعقاد مجلس وطني توحيدي زمانا ومكانا وموضوعا .

أعرف وأعترف بأن الوضع السياسي والخيارات السياسية الفلسطينية في هذه المرحلة بالذات من أعقد العقد، وليس سهلا ابدا اتخاذ القرار  والخيار، ولا أخفي ارتباكي وقلقي تجاه تلبية الدعوة والمشاركة في أعمال الدورة؟. وبصراحة لست متاكدا من صحة وسلامة الموقف الذي اتخذته بالحضور والمشاركة ، بعد استشارتي للعديد من الاصدقاء وخاصة من الزملاء الاعضاء في المجلس الذين حثوني وطالبوني بالحضور أملا بفعل ما وان كان صغيرا، كما فعلنا في الدورة السابقة وفرضنا استكمال اللجنة التنفيذية بالانتخابات، وليس بالتوافق والمحاصصة كما جرت العادة وكما حاولوا ، عندما تمسكت بترشيحي لها معلنا ان هذا الترشيح لفرض الانتخابات وليس لأي غرض آخر وهذا ما كان فعلا .

لم أقرر المشاركة رهانا على مؤسسة متماسكة حول سياسة العجز والهوان، مؤسسة طحنها القدم والتقادم، علاوةعلى فعل وهيمنة النزعة الفصائلية ومظاهر الشيخوخة، ولا املا بالتغيير الضروري الذي اتمناه وأعمل لاجله ولكنه وللأسف بات بعيد المنال، ولا استجابة لتحقيق شروط واستحقاقات العضوية بالحضور والمشاركة والا الاستقالة، وليس بالتاكيد لتحقيق مصالح وأطماع شخصية عفا عنها الزمن وأعلن برائتي منها، كالمشاركة بعضوية اللجنة التنفيذية أو المجلس المركزي،، فلو بدو يطلع مني اشي مفيد في هذا الميدان لطلع خلال ٦٨ عاما كانت كافية ولامثالي كافة! وانما لاستحقاق سياسي راهن يتمثل بالموقف من صفقة القرن الامريكية المفرطة في عدائها لفلسطين والقدس درة تاجها تحديدا، تلك الضربة الحادة والقاسية التي وقعت على رأس ابو مازن شخصيا، ويبدو انه استفاق لكرامته الشخصية من شدتها أكثر من استفاقته السياسية، عندما وصف الصفقة بالصفعة ، ليحاول الثأر من ترامب الذي لم يعر اي اهتمام لكل تنازلاته وهرولاته مقابل سياسة ارضاء اسرائيل التي تعتبر ركنا اساسيا وحاسما في السياسة الامريكية وخاصة في العهد الترامبي هذا .

أعرف جيدا بان ابو مازن لم يتخذ بعد اي اجراء سياسي جدي وحقيقي ترجمة لموقفه الشخصي من الصفعة عدا عن رفض استقبال المبعوثين الامريكيين ورفض استفرادهم بالحلول، فتنسيقه الامني المقدس قائم على قدم وساق و لم يجر اي مراجعة سياسية لمسيرته التي يعلن ليلا نهارا تمسكه بالمفاوضات طريقا وحيدا وحصريا لنيل حقوق شعبه التي قال فيها التاريخ كلمته التي رددها عبد الناصر العظيم مرارا وتكرارا، بان ما أخذ بالقوة لا يمكن ان يرد الا بالقوة والمقاومة، ولكني آمل واعتقد بأن انعقاد المجلس في هذا الظرف بالذات، وفي ظل جمع التمرد والمقاومة في غزة والضفة واتخاذ الموقف الوطني المطلوب من الصفقة سيعزز الموقف الفلسطيني اولا وسيجعله ثانيا قادرا على مواجهة الحلف السعودي المصري الاماراتي المترنح والقابل بالصفقة الترامبية السوداء والذي سيسعى لفرضها علينا بالقهر والتجويع .

لانني اعرف جيدا بان سياسة العداء لامريكا ردا على عدوانيتها وغطرستها تمثل الركن الأهم في اي سياسة وطنية فلسطينية، ولانني أشعر باننا امام فرصة لتثبيت ذلك الموقف، ولانني أراهن على الصيرورة الفلسطينية التي لا يمكن ان تبادل فلسطين بغزة او بأي من بقاع الارض او تسمح ببيع القدس والتفريط فيها، فانني ساذهب للمجلس للعمل على تكريس هذا الموقف، والأهم  للعمل من أجل تحقيق هدفين رئيسيين ::

الاول: اجراء مراجعة سياسية شاملة وعميقة لمسيرة ربع قرن مضى، وهذا ما يوفره جدول الاعمال هذه المرة، ولمحاولة صياغة استراتيجية وطنية فلسطينية جديدة معاكسة تماما لسياسية ربع القرن الماضي وهذا ما لا أتوقعه كثيرا في ظل سياسة اللعم التي تلت الصفقه.

الثاني: إجراء مراجعة تنظيمية شاملة وعميقة للنظام السياسي الفلسطيني سر هذا الهوان والاذلال الفلسطيني، فلولاه لما تحكمت وحكمت هذه الفصائل وهذه السياسة المنهارة، وصولا لنظام سياسي جديد ينتج الجديد المفيد ويعمق الديمقراطية والعصرنة .

من أجل هذا سأشارك بتردد وقلق ولن انتظر صفقات مساومات القاهرة بين الفصائل التي خبرتها طويلا، واجد في ثقتي المتبادلة معكم عذرا ان أخطات في تقدير الموقف.

Saberaref4@gmail.com