منارات لا تغيب

جمعة, 03/09/2018 - 23:07

اليوم آنفو 

معن بشور

يبقى يوم 9 آذار/ مارس  من كل عام يوما للشهيد العربي بامتياز اذ استشهد فيه وعلى مدى سنوات قادة كبار يواجهون العدو بكل بسالة وجدارة.

في 9 آذار / مارس  1969، وخلال حرب الاستنزاف التي كان يقودها الزعيم الخالد الذكر جمال عبد الناصر لازالة اثار الهزيمة (1967)، وتحضيرا لمعركة العبور التاريخي لقناة السويس، استشهد الفريق عبد المنعم رياض رئيس اركان الجيش المصري في احد المواقع المتقدمة لجيش مصر مقدماً نموذجا رائعاً للقيادة المتقدمة في مواجهة العدو .

في 9 آذار / مارس 1971، استشهد محمود الاسود (غيفارا غزة) احد قادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وقائدها العسكري في غزة بعد معركة استمرت 8 سنوات مع الاحتلال اضطر فيها وزير دفاع العدو موشيه دايان ان يؤدي له تحية حربية ويقول جملته الشهيرة ” لقد كنا نحكم غزة في النهار وكان محمود الاسود يحكمها في الليل”.

في 9 آذار/مارس 1975 نفذت ابنة فتح دلال المغربي مع مجموعة قتالية من قوات العاصفة عملية ضخمة على امتداد الساحل الفلسطيني هزت أمن الكيان الغاصب حتى اضطر رئيس وزراء العدو يومها  اسحق رابين الى القول” سنرد هذه المرة بطريقة مختلفة” ، ولم تمض الايام الا واندلعت الحرب اللبلنانية في 13 نيسان/ ابريل 1975.

في 8 آذار /مارس 2004 استشهد في سجون الاحتلال الامريكي في العراق امين عام جبهة التحرير الفلسطينية المناضل ابو العباس (محمد عباس زيدان) بعد اعتقاله إثر الاحتلال الامريكي للعراق في 9/4/2003، فكان استشهاده رمزا للعلاقة الوثيقة بين المشروع الصهيوني والمشروع الامريكي، وجسرا نضالياً بين المقاومة في فلسطين والمقاومة في العراق.

إن استحضار هذه القامات العربية التي شكل استشهادها رموزا مضيئة ومنارات عالية في مشروع العطاء القومي، ليس تكريماً لقامات تستحق فقط ، بل تذكير بأن امتنا عصية على الاستسلام رغم كل ما يحيطها من خراب ودمار وتخاذل وتواطؤ.