الحرب التي تصمّ طبولها الآذان! أين مسارحها ومن يدفع ثمن كلفتها؟

جمعة, 03/02/2018 - 15:55

د. نبيل نايلي

“مع تحقيقنا الانتصار تلو الآخر على تنظيم “الدولة الإسلامية” في ميدان المعركة فان التنظيم يتأقلم مع انتصاراتنا..المعركة لم تنته على الإطلاق، إنها مجرد مرحلة جديدة. نحن ننتقل من جهد عسكري بالدرجة الأولى إلى جهود مدنية وقمعية متزايدة”.! منسّق الدبلوماسية الأمريكية لمكافحة الإرهاب ناثان سيلز

كما جملة من التقارير الإخبارية والعسكرية، توقعت مجلة “الناشينال إنتيرست، The National Interest»، الأمريكية –في تقرير إيفان ساشا شيهان، Ivan Sascha Sheehan ، وريموند تانتر،Raymond Tanter ، نشوب حرب بين إيران و”الكيان الصهيوني” مع حلول عام 2019، إذا استمر التوتر بين الطرفين، وأن تستخدم طهران ضده “المليشيات الشيعية العراقية والأفغانية والباكستانية، وقواتها من الحرس الثوري الإيراني في الحرب”!

يؤكد كاتبا المقال أن إيران “تعمل على تحويل أنظار رأي شعبها بعيداً عن الاحتجاجات الداخلية، وتحاول إشغاله بحروب خارجية، سواء بواسطة الحرس الثوري وجيشها النظامي، أو المليشيات العراقية إضافة إلى المرتزقة الأفغان والباكستانيين، البالغ عددهم 20 إلى 30 ألفاً”.

مدير وكالة المخابرات المركزية، مايك بومبيو، Mike Pompeo، ينقل كاتبا المقال، أفاد: “سواء كان حزب الله اللبناني الذي يشكِّل تهديداً ضد كل من لبنان وإسرائيل، أو كانت المليشيات الشيعية؛ يمكنك أن ترى تأثيرها اليوم، حتى في شمالي العراق، ومعرفة التهديد الذي يشكِّلونه على القوات الأمريكية.”! بومبيو أضاف مؤكدا: “هناك تاريخ طويل من العلاقات بين كوريا الشمالية وإيران، ويشترك الطرفان في امتلاك التكنولوجيا، ما يجعل من السهل تطوير القذائف القادرة على إيصال أسلحة نووية.”

وعليه فإنّ الصراع المباشر بين الكيان وإيران بات “لا يلوح فقط في الأفق، بل ويحدث فعلياً”، خاصة بعدما “تم اعتراض الطائرة الإيرانية من دون طيار فوق تل أبيب، وإسقاط طائرة الكيان الآف 16 في سوريا، وما تلاها من ضربات انتقامية ضد أهداف سورية وإيرانية”!!

المقال يعتبر أيضا ما يسمّيه “قبولا” بـ”توسيع الوجود العسكري الإيراني في سوريا، سيؤدي -عاجلاً أو آجلاً- إلى نشوب نزاع أوسع نطاقاً.

فهَل يكون المسوّغ الأخلاقي وفتيل االحرب التّعاون العسكري التكنولوجي بين طهران وبيونغ يانغ وتكون سوريا هي المسرح الذي تتم عليه كل المواجهات؟

نفهم الآن تصريحات وزير خارجية السعودية عن العدو الأوحد في المنطقة! تصريحات تعزز ما قاله مُستشار الأمن القَومي الأمريكي، الجِنرال هيتش، آر، ماكمستر، في مؤتمر ميونيخ الأمني، محذّرا ممّا سمّاه “الأذرع العَسكريّة التَّابِعة لها في لبنان، حزب الله، والعِراق، الحشد الشعبي، واليَمن،الحوثيون، إلى جانب الميليشيات الشيعيّة الأفغانيّة والباكستانيّة التي تُقاتِل في سوريا”، متماهيا في ذلك مع رئيس وزراء الكيان، بنيامين نتنياهو، الذي لَوّح بقطْعة من طائِرة مُسيّرة إيرانيّة جَرى إسقاطها في أجواء الجليل، موضحا “أنّ إيران لا تُشكِّل خَطرًا على إسرائيل والمنطقة فقط وإنّما العالم بأسْرِه، وأنّه سيتصدّى ليس لوكلاء إيران فقط، وإنّما أيضا لإيران نَفسها أيضًا إذا لزم الأمر”..

طبول الحرب التي تُقرع–أصم من لا يسمعها – والتي تحذّر من عواقبها التقاريرٍ الإخباريّة والمقالاتّ التحليليّة لكِبار الخبراء والاستراتيجين ستطالنا نحن أوّلا وما أكثر المسارح التي نوفّرها والضحايا الذين سيدفعون فاتورة حروب الأصيل باهظة الكلفة!

لنسلّم –جدلا- معكم ووفق منطقكم أنّ إيران باتت عدوّ الأمة المركزي، فماذا عن هذا الكيان؟ ثم أجيبونا تبت أيايديكم الآثمة من باع العراق ويدمّر سوريا واليمن وليبيا ومصر ومهّد لهذا التمدد الإيراني في منطقة تشهد زحمة مشاريع من الصهيو-أمريكي إلى الروسي فالعثماني والفارسي في حين وُئد المشروع العربي جنينا؟

ماذا يقصد بتقارير تتحدث عن “تأقلم تنظيم داعش” مع الهزائم واللا-مركزية” وفي ختام مؤتمر عقد على مدى يومين ونظمته وزارة الخارجية الأمريكية والإنتربول والمعهد الدولي للعدالة وسيادة القانون وشارك فيه قضاة ومسؤولون في أجهزة إنفاذ القانون ودبلوماسيون من حول العالم بهدف “تعزيز التنسيق في جهود” محاربة تنظيم داعش؟

ثم ماذا عن إعلان وكالة الإعلام الروسية عن مسؤول بمجلس الأمن الروسي قوله “إن الولايات المتحدة أقامت نحو 20 قاعدة عسكرية في سوريا”؟

يبدو وحدهم مسؤولن بإدارة ترامب، من يعتقدون –على حق هذه المرة- “أن تدخُّل أمريكا يتعلق بكل شيء آخر غير تنظيم داعش”.

 هلاّ تحسّستم مواضع أقدامكم وقد زلّت بنا إلى الهوة بلا قرار؟؟؟!!