مئتا قتيل حصيلة التصعيد على الغوطة الشرقية وهي الأعلى منذ ثلاث سنوات

ثلاثاء, 02/20/2018 - 13:36

 تسبب القصف الجوي والمدفعي الذي تشنه قوات الجيش السوري بكثافة على الغوطة الشرقية بمقتل نحو مئتي مدني واصابة العشرات بجروح منذ الأحد، في تصعيد اعتبرت الأمم المتحدة أنه “يخرج الوضع الانساني عن السيطرة”، داعية الى وقف فوري له.

وتقصف قوات الجيش منذ ليل الأحد بالطائرات والمدفعية والصواريخ مدن وبلدات الغوطة الشرقية التي تحاصرها بشكل محكم منذ العام 2013، بالتزامن مع استقدامها تعزيزات عسكرية تنذر بهجوم وشيك على معقل الفصائل المعارضة الأخير قرب دمشق.

وغداة مقتل 17 مدنياً بينهم خمسة أطفال الأحد، شهدت المنطقة الاثنين يوماً دموياً وثق فيه المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 127 مدنياً على الأقل بينهم 39 طفلاً، في حصيلة قال إنها “أكبر حصيلة قتلى يومية في المنطقة منذ أربع سنوات”.

وجدد الجيش الثلاثاء غاراتها الجوية على الغوطة الشرقية، موقعة 50 قتيلاً مدنياً بينهم 13 طفلاً، وفق حصيلة للمرصد.

وتصدى جيش الاسلام، أبرز فصائل الغوطة الشرقية، الثلاثاء لمحاولة تقدم قامت بها الجيش السوري في منطقة المرج الواقعة جنوب دوما، التي طالتها غارات كثيفة بحسب المرصد.

وذكرت صحيفة “الوطن” السورية القريبة من السلطات في عددها الثلاثاء أن الضربات التي تنفذها وحدات الجيش هي “تمهيد لعملية الغوطة الموسعة التي قد تبدأ برياً في أي لحظة”.

وأمضت عائلات يومها الاثنين تحت الغارات والقذائف تبحث عن أفرادها تحت الركام وفي المستشفيات التي اكتظت بجثث القتلى وبالمصابين وبينهم عدد كبير من الأطفال. فيما تفتقر هذه المستشفيات الى الكثير من الادوية والعلاجات والمستلزمات الطبية والتجهيزات.

– “فمه محشو بالتراب” –

في مستشفى في مدينة عربين، قال طبيب عرف عن نفسه باسم أبو اليسر لوكالة فرانس برس “19 شباط/فبراير كان من أسوأ الايام التي مرت علينا في تاريخ الأزمة الحالية”.

وتحدث عن حالة مؤثرة عاينها الاثنين قائلا “وصلنا طفل يبلغ عاماً واحداً. كانت بشرته شديدة الزرقة وبالكاد قلبه ينبض. وبينما كنت أفتح فمه لأضع له أنبوباً (للتنفس)، وجدته محشواً بالتراب، بعدما تم سحبه من تحت الأنقاض”.

ويضيف بتأثر شديد “أخرجت التراب سريعاً من فمه ووضعنا له الأنبوب لكنه لم يقو على التنفس جيداً لان التراب كان قد وصل الى داخل رئتيه. عندها قمنا بسحب التراب من رئتيه وبدأ بعدها بالتنفس تدريجياً”.

ويقول “هذه قصة واحدة من بين مئات الاصابات”.

وقال مراسلو وكالة فرانس برس في الغوطة الشرقية بعد جولة على عدد من المستشفيات الاثنين إن الأسرّة لم تعد تتسع للجرحى الذين افترشوا الأرض. ونقلوا عن أطباء إن غرف العمليات بقيت ممتلئة طيلة ساعات النهار.

في مستشفى في مدينة حمورية، روى الممرض عبدالله (24 عاماً) لفرانس برس أنه اضطر الى حمل طفل رضيع لوقت طويل بعد تضميد رأسه جراء عدم توفر سرير لوضعه عليه.

ويفاقم التصعيد في القصف المستمر منذ ليل الأحد من معاناة نحو 400 ألف شخص محاصرين.

وحذرت الأمم المتحدة ليل الاثنين من أن “الوضع الإنساني للمدنيين في الغوطة الشرقية يخرج عن السيطرة”.

وقال منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا بانوس مومتزيس في بيان “لا بد من إنهاء هذه المعاناة الإنسانية التي لا معنى لها، الآن”، مشدداً على أن “استهداف المدنيين الأبرياء والبنى التحتية يجب ان يتوقف حالاً”.

وفي بيان من جملة واحدة الثلاثاء، اكتفى المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا خيرت كابالار بالقول “ليس هنالك كلمات بإمكانها أن تنصف الأطفال القتلى وأمهاتهم وآباءهم وأحباءهم”.

وتضمن البيان الذي تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه مساحة بيضاء فارغة تحمل عنوان “خسائر بشرية ضخمة”، للتاكيد على رفض المنظمة للاوضاع المأسوية في الغوطة الشرقية المحاصرة منذ العام 2013.

وشهدت الغوطة الشرقية في الأسبوع الثاني من شباط/فبراير وطوال خمسة أيام تصعيداً عنيفاً مع استهدافها بعشرات الغارات، ما تسبب بمقتل نحو 250 مدنياً.

وترد الفصائل المعارضة باستهداف أحياء في دمشق بالقذائف. وأفاد التلفزيون الرسمي السوري الثلاثاء عن “ارتقاء 4 شهداء واصابة 15 بسقوط قذائف عدة على احياء متفرقة في دمشق”.

– شهر على هجوم عفرين-

ومع اقتراب النزاع السوري من إتمام عامه السابع، تشهد جبهات عدة في سوريا معارك مستمرة، أبرزها في منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية في شمال محافظة حلب.

وبدأت تركيا قبل شهر مع فصائل سورية موالية لها هجوماً على عفرين تقول إنه يستهدف المقاتلين الأكراد الذين تعدهم أنقرة “ارهابيين”.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في خطاب ألقاه الثلاثاء أمام أعضاء حزبه في البرلمان “خلال الأيام المقبلة، وبشكل سريع، سنحاصر مدينة عفرين”.

وفي حين يتحدث محللون عن بطء في تقدم القوات التركية والفصائل المدعومة منها في عفرين، دافع اردوغان عن العملية، مشيراً إلى أن سبب ذلك هو السعي إلى تجنب تعريض حياة جنوده والمدنيين “للخطر”، مضيفاً “لم نذهب إلى هناك لإحراق” عفرين.

وبحسب المرصد السوري، تسبب الهجوم منذ انطلاقه قبل شهر بمقتل 112 مدنياً سورياً. لكن أنقرة أصرت مراراً على عدم وجود مدنيين بين الضحايا.

وسيطرت القوات التركية، وفق المرصد، حتى الآن على 45 قرية في منطقة عفرين وعلى شريط حدودي يمتد على طول خمسين كيلومتراً.