الأردن: حتى لُا نوغل بالتشاؤم

أربعاء, 02/14/2018 - 14:44

​سمير حباشنة

ونستمر بالتذمر والشكوى من ذوي القربى

ونردد….

الأردن بلا حلفاء..

والاردن بلا أوراق..

ولا مساعدات ولا مطبخ..

بل والتعامل مع مقولة مبهمة حول التهجير الفلسطيني وكأنها حقيقة وقدر لامرد منه! وكأن الشعب الفلسطيني جسم هامد، مع أن شعبنا في الداخل متشبت بأرضه ويموت هناك ولا يرحل..

هل نتعامل مع ما ورد وكأنه حقائق ووضع سيء لا يمكن النفاذ منه إلى آفاق أرحب؟ أم نسعى إلى إعمال العقل والحفر في جدار المرحلة الصلد، فنصنع مناخات جديدة، تحقق لنا ما هو منتظر ومرغوب؟ نحو واقع جديد يحاكي حالتنا وينتقل بنا إلى وضع أفضل يعود على الشعب الأردني بالنفع و الرفاه.

إن السياسي العملي هو القادر على تشخيص الواقع والقادر على توظيف ما لدى هذا الواقع من عناصر قوة، فيبحث بالصعب فيخلق بدائل من شأنها الانتفاض على الواقع وتبديله من داخله نحو حال أرقى وأحسن.

وأن السياسي الوطني العملي، والذي يكون في دائرة القرار لا يخبئ رأسه في الرمال بل يخرج إلى الناس ويشرح الوضع ويشغل عقله و يستعين بخبرات البلد، ليقدم حلولاً من شأنها الاستجابة لمتطلبات الدولة والأقتصاد مع أدنى أثر سلبي يمكن أن يلحق بالناس.

السياسي الوطني العملي هو الذي لا يطلق أحكاما مطلقة قطعية تعزز حالة الإحباط لدى الناس فيدفع بهم الى مساقات غير تلك مساقات المطلوبة والملحة، التي من شأنها الإضرار بالدولة وبناها .

كما أن والسياسي الوطني العملي المدرك والذي يكون خارج دائرة القرار هو الذي يخرج نفسه من أجواء المنافسة فيسعى إلى توظيف الحالة العامة وقهر الناس، لتوظيف الحالة العامة لأهداف صغيرة شخصية وهو الذي يكف عن ترداد عبارة خربانه فيبادر إلى بحث موازِ فيبلور بدائل وطنية قابل للتحقيق عسى أن يتم تنفيذها والعمل عليها.

هكذا هي الطريق التي يجب أن نسير بموجبها إن حقا أن أردنا الخروج من مأزق المرحلة الراهنة.

ونحن في الجمعية الأردنية للعلوم والتنمية وانطلاقاً من روح التفكير الإيجابي التى نسعى إلى تمثلها دائماً تقوم في هذه الأيام بالبحث عن بدائل موضوعية نأمل أن تصب في مصلحة الدولة ورضى الناس…

مفكر عربي ووزير اردني سابق