نشر معلومات للمرة الأولى عن رئيس حزب التواصل الجديد

أربعاء, 12/27/2017 - 00:12
صورة قديمة للرئيسين الحالي و السابق لحزب التواصل

جميل وولد سيدي ..إخوان الدعوة والمنفى والسياسة
ريم آفريك - محمد سالم
بين الصورتين مرت ثلاثون أو تزيد قليلا من السنوات، كانت بحرا لأحداث كثيرة في حياة الاسمين الأكثر تداولا خلال الأيام القليلة الأخيرة داخل تيار الإخوان المسلمين في موريتانيا الممثل في حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية تواصل
في شارع محمد الخامس بالعاصمة المغربية، حيث السياسة حالة دائمة على رصيفي الشارع التقت خطوات الرجلين في مسيرة كتب لها أن تستمر في فترات وفواصل أخرى متعددة
بين مسارين
يصنف ولد سيدي ضمن التيار التربوي أو تيار التزكية داخل الإخوان الموريتانيين، ويصنف ولد منصور ضمن تيار اليسار الإسلامي، غير أن بين الرجلين مستويات من التكامل صهرتها السنون.
جمعت الاثنين الدراسة في المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية بعد أن جمعتهما خلايا تنظيمية لحركة حاسم منتصف الثمانينيات، درس الإثنان علم أصول الفقه وكان أحد الاهتمامات المشتركة بينهما
كان ولد سيدي القادم من مدينة العيون يحمل معه باكلوريا أصلية ويتحدث الفرنسية بطلاقة قوية، فيما كان ولد منصور يركز بقوة على معارفه الإسلامية والتعمق في الفقه السياسي وقضايا الفكر الإسلامي.
في المغرب درس الرجلان، وحصلا على شهادة الماجستير في الشريعة، وعادا إلى نواكشوط قبل أن يغادر ولد منصور إلى اليمن للتدريس في جامعة الإيمان ويبقى ولد سيدي في نواكشوط للتدريس في المعهد العالي
بين السياسة والإعلام
أشرف الرجلان على إطلاق المشروع الإعلامي الأول للإسلاميين ما بعد مؤتمرهم المشهور في 1997 والذي قرروا فيه حل حركتهم السرية، والتوجه إلى فرض وجود عملي وفاعل

وتولى الرجلان التأسيس العملي لجريدة الراية، وكان ولد سيدي أحد كتاب الراية،فيما كان ولد منصور فارسها بلا منازع في إثارات نوعية ونقاشات واسعة.
رفاق المنفى
كان ولد منصور وولد سيدي أحد أبرز المطلوبين للاعتقال خلال فترة ولد الطايع، حيث جمعه مع ولد منصور وآخرين البحث عن مأوى وانتهت رحلة البحث بمستقر في بروكسل لاجئين سياسيين.
في بروكسل وجد ولد منصور فرصا كثيرة لتعزيز قدراته في اللغة الفرنسية قبل أن يعود مسرعا إلى موريتانيا ليواجه قدره في الاعتقال والهروب من السجن مرة أخرى، أما ولد سيدي فقد كانت فرصته لتركيز معارفه في الانكليزية

 

 

في نواكشوط
لم يكن ولد سيدي ضمن اللائحة الأولى للجنة المتابعة للإصلاحيين الوسطيين، رغم أنه كان أبرز الوجوه الداعمة للمشروع السياسي في حملته الأولى نحو البرلمان والبلديات
ومع أول تغيير سياسي في موقف الحزب من المعارضة إلى الأغلبية كان ولد سيدي وزيرا للتعليم العالي في حكومة الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله ورغم أن التجربة كانت قصيرة جدا إلا أنها سمحت لولد سيدي بنسج علاقات قوية داخل رفاقه في الحكومة. 
قادة المشاريع 
مع تأسيس جمعية المستقبل لتكون أبرز المنابر الدعوية والثقافية للإسلاميين كان ولد سيدي على رأس هذا المشروع ليوازي بذلك رفيقه ولد منصور في قيادة أبرز  مؤسسات الإسلاميين.
ولم ينقطع الخيط بين ولد سيدي والسياسة ليكون أحد أبرز المرشحين للبرلمان، ثم جاءت السياسة بعد ذلك لتجعل ولد سيدي في قلب الحدث وذلك بعد حل جمعية المستقبل بقرار رسمي من الرئيس محمد ولد عبد العزيز

 

استقر المطاف بولد سيدي رئيسا لحزب تواصل في زلزال سياسي لم يكن متوقعا، أنهى تحليلات هائلة شغلت صفحات التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية حول من سيخلف ولد منصور في رئاسة تواصل
وبالنسبة لولد سيدي فإن عوامل عديدة مكنته من الفوز بدعم أغلبية المؤتمرين التواصليين أبرزها الكفاءات الذاتية في مواجهة مترشحين يحتاج أغلبهم إلى مترجم للتواصل مع اللغات الأخرى، إضافة إلى الوزن القوي داخل التيار الإسلامي والانتماء إلى مناطق الثقل الانتخابي في الشرق 
ملفات كبيرة
تنتظر ولد سيدي ملفات كبيرة أبرزها
الشغل الفعلي لمقعد ولد منصور : بما يعنيه الأمر من كارزمية وقدرات سياسية وإعلامية كبيرة استطاع من خلالها أن يكون الصوت السياسي الأبرز للإسلاميين خلال العشرين سنة الماضية
الحفاظ على مكاسب الحزب : وخصوصا فيما يتعلق برؤاه الفكرية وخطابه تجاه الوحدة الوطنية
تدبير العلاقة مع السلطة : لن تستقبل السلطة حالة التوافق والارتياح الذي رافق انتخاب ولد سيدي لرئاسة تواصل بكثير من الارتياح فتماسك تواصل ليس هدفا بالنسبة للسلطة الحالية ما لم يؤد الأمر إلى اندماج في الأغلبية، وتبقى العلاقة معرضة للتأزيم خلال الفترة القادمة، مالم يقدم الطرفان تنازلات غير متوقعة من أجل حوار ثنائي