الأخوة في الإسلام، ودعاوي التفرقة (محاضرة هامة للدكتور ولد الزين)

اثنين, 04/27/2015 - 15:36

      لا يتصور شيوع قيم الجاهلية في المجتمع الاسلامي غير أن قيم الجاهلية قابلة للتبعيض  ومنها ما قضي عليه الإسلام  أوان  طلعته  ومنها ما كان عصيا  بل إنه يطوف المجتمعات الإسلامية طورا..

    وطورا يتم انمحاؤه لكنه ليعود كلما وجد لذلك فرصة و مندوحة .

 إن قيم الجاهلية شبيهة إلي حد بعيد بالأمراض المستوطنة  تعود لبيئاتها كلما سنحت الفرصة أو ضعفت مناعة المجتمعات أو خفتت أضواء الوحي في قلوب وصدور البشر..

إن  الجاهلية تتبعض وهي درجات متفاوتتة بينها ما بين السماء والأرض

فمنها جاهلية العقائد التي تخرج صاحبها من الملة ومنها جاهليات في السلوك  كما في حديث  أبي ذر( انك امرؤ فيك جاهلية  )

   بمعني  أن رواسب الجاهلية  ما زالت تضبط  بعض السلوك منك  و عليه فإن جاهليات في العقليات والسياسة والاقتصاد..

وفي سياقنا هنا  إنما  نعني ممارسات كانت سائدة في تلك الفترة  وقد اعتبر  الإسلام محوها والقضاء عليها ضمن سلم أولوياته  في طريق بناء المجتمع الإسلامي الفاضل  ..

   وإذا كان الأمر كذلك  فانه يلزم التأكيد علي أن  قيم العنصرية والفئوية والنرجسية العرقية   كانت دائما سلوكا شيطانيا  جاء الإسلام من أجل أن يتعالي عليه البشر  ويحل بدله قيما إنسانية عالمية فيها يتفاضل البشر بحسب ما يخلفونه من خير علي خلق الله وفي  أرض الله ..

 فقد أخرج أبو داوود بسنده من حديث أبي هريرة  (قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عبية الجاهلية  وفخرها بالآباء مؤمن تقي وفاجر شقي  أنتم بنو آدم وآدم من تراب  ليدعن رجال فخرها بأقوام  ,إنما هم فحم من فحم جهنم  أو ليكونن أهون علي الله من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن )

 في هذا السياق ما هو دور العلماء والائمة في نشر قيم  الإسلام  الإنسانية الخالدة ؟

 

 

       لقد رفع الله شأن العلماء ، وأعْلى قَدْرَهم ، فقال تعالى : (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) .وقال تعالى : ( يا أيها الذين امنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ).

وأولي الأمر قال  الجمهور  أنهم العلماء.
      والعلماء هم ورثة الأنبياء كما ورد في الحديث الصحيح ، ووراثة النبوة تعني استمرار الوظيفة النبوية بعد وفاته صلى الله عليه وسلم ، وذلك بقيام العلماء بالدور نفسه الذي أداه طيلة حياته صلي الله عليه وسلم  ،  ويتمثل ذلك الدور في حمل الرسالة ثم تبليغها ، قال تعالى :

 ( إنا سنلقى عليك قولاًَ تقيلاً)،وقال أيضا : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته)

       والعلماء هم الذين تعلموا العلم   ولذلك فان هذا الثناء الذي جاء فيهم يشمل جميع المختصين في جميع المعارف قال تعالي ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28) )  سورة فاطر)

   ولذلك نري أكثر الناس تدينا هم المختصون في علوم الطبيعة لما  علمتهم معارفهم من أسرار الكون وقدرة الخالق .

     غير أن مصطلح العلماء في المنظومة الإسلامية يعني بالقصد الأول   - حسب مصطلح الشاطبي -علماء الدين ثم إنه  من المفترض أن يقع الترادف بين العالم والإمام كأن  يكون الإمام عالما   و أن يكون العالم إماما لكن التباين  قد يحصل فقد يكون العالم غير إمام ويكون الإمام غير عالم ومن هنا يقع الخلل ..

   ومن هنا  أيضا  تأكدت الحاجة إلي التعرف علي الدور المفترض أن يقوم به  كل من اتصف بأحد ذينك الوصفين  في المحافظة علي الوحدة الوطنية وتعزيز اللحمة الاجتماعية  والقضاء علي تلك المسلكيات المضرة بالمجتمع  والأمة .

    ينبغي في البدء التذكير بالمبادئ الإنسانية العالمية التي جاء بها الإسلام قبل أربعة عشر قرنا من الزمان , تلك المبادئ التي تعبر التاريخ   وتخترقه  مهما كان الإحساس بها خافتا عند المسلمين  اليوم  مع الأسف مع أنه من المفترض أن يكونوا  هم  المعنيون بها في المقام الأول ..

    ولعل أول هذه المبادئ بالتذكير هو المساواة بين البشر في أصل الخلقة والتكريم (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70)سورة الإسراء)

   هذا المبدأ الأصيل في التصور الإسلامي تأسست وفقه أحكام وتشريعات  فالخطاب التكليفي الإسلامي عام مجرد يعني به البشر أجمعون بغض النظر عن ألوانهم وأصولهم  وغيرها من الأوصاف العارضة علي الماهية كما يقول المناطقة ..

وبالنسبة لنا فإن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لم يكن  سنة 1945 ولكنه كان قبل ذلك بكثير .. لقد كان عام حجة الوداع   عندما ارتفع صوت محمد صلي الله عليه وسلم قائلا ( كلكم لآدم وآدم من تراب .. إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذ في بلدكم هذا في شهركم هذا الا قد بلغت ..)

  و ينبغي في هذا السياق  طرح التساؤل عن المرتكز الأساس للوحدة في المنظور الاسلامي ؟ ثم هل المحافظة علي الأوطان واجب إسلامي  وكيف تعامل السلف مع هذه الجبلة والغريزة الطبيعية ؟
     لقد جاء في الأثر إن حب الوطن من الإيمان  وهذا الأثر وان كان  ليس بذاك حسب اصطلاح المحدثين فان له ما يعضده من الشواهد المتابعات علي حد اصطلاح المحدثين …
     وليكن من تلك الشواهد ما وقع من حنين لصحب رسول الله صلي الله عليه وسلم بعد هجرتهم إلي المدينة المنورة فقد ثبت من ذلك أن أبا بكر رضي الله عنه لما أصابته حمي المدينة كان يردد:
كل امرئ مصبح في أهله     والموت ادني من شراك نعله
وكان بلال رضي الله عنه يقول:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة    بواد وحولي اذخر وجليل
وهل أردن يوما مياه مجنة      وهل يبدون لي شامة وطفيل
  لقد وقع سيدنا ابوبكر رضي الله عنه في حالة نفسية بفعل فراق الأهل والولد وتذكر بلال رضي الله تلك المرابع وتمني لو يعود به الزمان حتى يرى بالعين مرابع كانت ذات يوم ديارا ووطن ؟!
   والشاهد في هذا انه لم  يقع نكير عليهما  من رسول الله صلي الله عليه وسلم والنبي صلي الله عليه وسلم لا يقر علي منكر علمه وهذا دليل علي أن حب الوطن وان كان جبلة لكن الإسلام يحث عليه ويرغب فيه
إذا ثبت هذا فما هو أهم مرتكز بني عليه الإسلام وحدة الأوطان ؟
  لقد جعل الإسلام الرباط الأساسي لوحدة المسلمين هو رباط  الايمان وفي مقابل  الايمان تذبل كل الروابط الأخرى سواء كانت روابط دم أو عرق أو عصبية أو منفعة …..
لقد وصف الله تعالي المؤمنين بأنهم إخوة فقد قال تعالي :
(وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11)
   ينبغي في هذا السياق  التأكيد علي الدلالات الايحائية لوصف المؤمنين بالإخوة ، ذلك لان العلاقات التي تجمع بين البشر متعددة ومتشعبة ومتشابكة فمنها علاقات فطرية لا دخل لهم بها كعلاقات الأخوة والبنوة والأبوة  والأمومة وعلاقات القرابات الدموية عامة  ..

   ومنها علاقات ينسجها الأفراد بينهم كعلاقات المصالح والجيرة والسفر  والحزبية الي غيرها من العلاقات بين البشر ؟

  كل هذه  العلاقات تجعل بعض البشر  يحرص علي البعض وإن بدرجات متوافتة ؟؟

        ومن المعروف إن العلاقات بين المؤمنين علاقة اختيارية - لان المؤمن يدخل هذا الدين بطواعية ودون إكراه - وليست علاقة جبرية,  ولكن لماذا وصف الله تعالي العلاقة بين المؤمنين  بأنها  ليست من العلاقات الاختيارية وانما هي علاقات جبرية غير مفارقة إلا عنما ينتفي وصف الايمان عن هذا الفرد أو ذاك ؟

 فلمذا يصف الله تعالي تلك العلاقة بعلاقة الشراكة في الوطن أو الشراكة في المصالح  أو الحلفاء أو أية علاقة من علاقات البشر فيما بينهم ؟

ذلك لأن تلك العلاقات كلها لا تقوي قوة مصطلح الإخوة  الإسلامية ،

 إذ الأخوة الإسلامية تهيمن علي  كل العلاقات الدموية أحري غيرها من العلاقات والصلات .. فقد قال تعالي (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22) سورة المجادلة )

 أما غيرها من الارتباطات فهي  علاقات  مؤقتة وغير دائمة  أو ثابتة وللتمثيل لذلك فإن المسافرين في قاطرة أو سيارة واحدة كلهم حريص كل علي  سلامة السيارة التي تقل الجميع..
كل واحد من الركاب  فطن متيقظ لحال السيارة .، لعجلاتها ومقودها ، حريص علي عدم نوم السائق .. ولو لم يكن الأمر كذلك لكان نومه أياما  او ليالي لا يعنيه من قريب أو بعيد ..

 فتلك العلاقة مؤقتة اذن وغير دائمة ..
   ينطبق نفس التوصيف علي الجيران فهناك حرص دائم علي عدم احتراق الحي لكن ذلك الإحساس يتحول إلي عدم مبالاة لو أن احدهما تحول من تلك الدار الي غيرها.
   والامر نفسه ينطبق علي الشركاء في مؤسسة او أصحاب مصالح مشتركة فلو انقطعت تلك المصالح لوجدناهم قد تفرقوا طرائق قددا لا يعتني أحدهم بالآخر لا في حاضره ولا في مستقبله..
اذن هذه العلاقات لا تصلح للتعبير عن العلاقة الأبدية والمستمرة بين المسلمين !
  فليست المصلحة رباطا يصلح للعلاقة بين المسلمين  ..

  وهذا عكس ما يحاول البعض إشاعته في هذه الفترة تبعا لرؤية ميكيافيلية هي التي تتأسس عليها العلاقات بين شعوب الحضارة الغربية..
    ولقد حث الإسلام  علي كل ما يعزز هذه الوحدة  والشعور بها فالنصوص طافحة بالاهتمام المسلمين ومساعدتهم مثل المؤمنين  في توادهم  كمثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالحمي والسهر .

       غير أن اختلال تلك المصالح لا يفك ذلك الرباط الأخوي ولذلك
جاء في الحديث الشريف الحث علي وصل المؤمن مهما كان قاطعا للرحم

 بل جاء في الحديث  أن قاطع الرحم ممنوع من دخول الجنة .

ولو كان المعيار هو المصلحة والتواصل لما كان في قطع المقاطع من بأس, تبعا  للمعايير الدولية  المعمول بها في هذه الحقبة من تاريخ البشرية ..
     وتبعا للقيم  الإسلامية   يجب تحمل  نفقة الأقارب الفقراء  ومساعدة الأيتام  والعناية بالجيران وهي كلها حمالات  لا تتفق مع اعتماد معيارية المصلحة والمصلحة فقط .
وقد أوجد الإسلام مصطلحات عديدة تخدم قوة العلاقة بين المسلمين بعيدا عن لغة المصالح والنفعية ومن تلك المصطلحات الرحم – البرور -الوصل -الرحمة -التوقير -المودة -العيادة -الضيافة ….
نخلص إلي القول في هذا السياق أن الإسلام اعتبر العامل الإيماني العقدي مهيمنا علي كل الروابط الأخرى سواء كانت روابط دم او منفعة أو غير ذلك ..

     ومن أجل تعزيز الوحدة الوطنية يكون من واجب العلماء إشاعة ثقافة المسؤولية  الفردية لدي المسلم حتى يكون علي بينة من أنه مسؤول   عن كل تصرفاته وكل أقواله في الدنيا والآخرة فقد قال تعالي (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)سورة ق)
و قال صلي الله عليه وسلم (إن المرء ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا تهوي به سبعين خريفا في جهنم)

   في هذا السياق يكون من واجب العلماء التنفير من الفتن وكل ما يؤدي إليها  من نعرات قبلية وعرقية وشرائحية  فقد قال تعالي ((101) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107) تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ (108)   آل عمران)
    وقد قال صلي الله عليه وسلم ( دعوها فإنها منتنة) .

    ونخلص إلي القول إلي النعرات الفئوية والشرائحية  والافتخار بالآباء والجدود وإشعال الفتن الطائفية , نزعة جاهلية  إنما جاء الإسلام من أجل محاربتها  ولا يبعد توصيفها بأنها ردة عن القيم الإسلامية  ونموذج المجتمع الإسلامي الفاضل  .

      وهذا ما يحتم علي العلماء والأئمة تفعيل منابر التوجيه  والتعليم من أجل استنهاض الهمم والرفع من المستوي الأخلاقي للأمة بعيدا عن مهاوي الجاهلية الرعناء