الحريري في بيروت عودةكابوس الازمة من جديد

أربعاء, 11/22/2017 - 16:52

قال رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، إنه عرض استقالته على رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي طلب منه التريث "لمزيد من التشاور في أسبابها وخلفياتها السياسية".

ولاحقا أكد الحريري لحشد من المواطنين والأنصار تجمعوا أمام منزله أنه باق معهم ولن يترك لبنان وسيدافع عن عروبته.

وجاء احتشاد المئات أمام منزل الحريري في العاصمة اللبنانية بيروت بعد عودته إليها وتعليق استقالته إثر مشاورات مع عون.

وقال الحريري "أنا باق معكم و سنواصل عملنا كخط دفاع عن لبنان، واستقرار لبنان، وعروبة لبنان".

وفي وقت سابق، أكد الحريري في كلمة متلفزة استعداده للتعاون مع كل الأطراف لإعادة بناء الدولة.

وقال "لقد أبديت تجاوبي مع هذا التمني وآمل أن يشكل ذلك مدخلا جديا لحوار مسؤول يجدد التمسك باتفاق الطائف ومنطلقات الوفاق الوطني".

وشدد الحريري على أن مثل هذا الحوار "يعالج المسائل الخلافية وانعكاساتها على علاقات لبنان مع الأشقاء العرب".

وكان الحريري عاد إلى بيروت ليل الثلاثاء بعد أكثر من أسبوعين من استقالته المفاجئة التي أعلنها من السعودية.

وتسببت استقالة الحريري بأزمة سياسية في لبنان، كما أثارت فترة بقائه الطويلة في السعودية بعد الاستقالة الكثير من التكهنات والاتهامات بأنه قد يكون محتجزا هناك.

وقد نفى الحريري مزاعم احتجازه في السعودية وإجبارها له على تقديم استقالته من منصبه.

ورفض الرئيس اللبناني ميشال عون قبول استقالته إلى حين عودته شخصيا.

وقد توقف الحريري في عدة محطات منذ مغادرته السعودية السبت، كانت العاصمة الفرنسية باريس أولها حيث التقى بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ثم العاصمة المصرية القاهرة، حيث التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاصمة القبرصية نيقوسيا التي التقى فيها الرئيس نيكوس أناستاسياديس.

وبعد بقاء الحريري نحو أسبوعين في الرياض، اتهم عون السلطات السعودية باحتجازه لديها وطالب بعدم تقييد حركته.

وقد غادر الحريري الرياض السبت الماضي متوجها الى فرنسا بعد جهود وساطة فرنسية ومصرية، بحسب وكالة فرانس برس.

ونقلت الوكالة ذاتها عن إدمون رزق، خبير القانون الدستوري اللبناني، قوله "يلزم الدستور اللبناني، الرئيس بقبول الاستقالة، مهما كانت طريقة تقديمها".

وتصبح الحكومة مستقيلة بعد استقالة رئيسها، وعلى رئيس الجمهورية الدخول في مشاورات لاختيار رئيس وزراء جديد لتشكيل حكومة جديدة.

وإذا أصر الحريري على استقالته سيكون أمام عون خياران إما إعادة تكليفه برئاسة الوزراء أو اختيار شخصية سنية بارزة لتشكيل حكومة جديدة.

وقد تستغرق عملية تشكيل حكومة جديدة عدة أشهر في لبنان المنقسم منذ أكثر من عقد بين معسكر المؤيدين للسعودية والمعسكر المدعوم من إيران.

كما يجب أن تتوفر مشاورات تشكيل الحكومة على تحقيق تمثيل متوازن للطوائف التي يتشكل منها البلد.

ويقوم النظام السياسي في لبنان على اختيار رئيس الوزراء من المسلمين السنة ورئيس الجمهورية من المسيحيين المارونيين ورئيس البرلمان من المسلمين الشيعة.

وكانت جماعة حزب الله، التي هاجمها الحريري، قالت إنها ما زالت تعتبره رئيسا للوزراء.

وشدد زعيم الجماعة، حسن نصر الله، الاثنين على القول "عندما يأتي (الحريري) سنرى. نحن منفتحون لكل حوار ومناقشة".

وكان الحريري قال قبل أكثر من أسبوع إنه قد يسحب استقالته إذا انسحبت جماعة حزب الله من المشاركة في النزاعات الإقليمية في المنطقة.

ويشارك مسلحو حزب الله في القتال الدائر في سوريا إلى جانب قوات حكومة الرئيس بشار الأسد.

وقد انتقد الحريري في خطاب الاستقالة ما وصفه بتدخل إيران، خصم السعودية في المنطقة، في الشؤون اللبنانية وفي شؤون الدول العربية، فضلا عن جماعة حزب الله التي تشارك في الحكومة اللبنانية.

وقال الحريري إن استقالته جاءت بسبب مؤامرة لاغتياله، متهما إيران وحزب الله بنشر الفتنة في العالم العربي.

وتمكن الحريري قبل عام من تشكيل حكومته بموجب تسوية سياسية أوصلت أيضا عون، أحد أبرز حلفاء حزب الله، إلى رئاسة الجمهورية بعد فراغ دستوري استمر لعامين ونصف العام.