مبادرات الأغنياء ... وقودها الفقراء

جمعة, 08/04/2017 - 14:52

 

شهدت  الحملة التي تم اغلاقها ليل البارحة الكثير من المبادرات التي قادها رجال اعمال و بعض الاغنياء و المسؤولين في الحكومة الحالية و حتى حكومات سابقة ، هذه المبادرات على كثرتها هدت تذمرا من الرئيس الذي نقل عنه قوله انها كانت ضعيفة جدا بل و غير ملائمة .

هذه المبادرات التي يديرها الاغنياء كان وقودها الفقراء ، حيث تم الاعتماء على الفقراء من اجل ان يكونوا وقودا لهذه الحملات ذلك مقابل بعض الدراهم او الوعود الكاذبة بالتوظيف و الفرص ، وكانت احياء لمغيطي و الترحيل و الكبة و المربط  و غيرها من الاحياء الفقيرة في اطراف العاصمة مركزا لمبادرات يديرها اغنياء توجد منازلهم في قلب المناطق الراقية للعاصمة نواكشوط ، و لكن الحاجة لاقناع الرئيس دفعتهم للبحث عن الفقراء الذين اصبحوا عملة مهمة في حملة التعديلات الدستورية .

هذه الحملة التي كانت الاغرب في تاريخ الدولة حيث لم تبقى أي مؤسسة من دون ان تقوم بمبادرة ، فسيارات النظافة كانت لها مبادرات و البنوك و الشركات حتى عمارات لم  يكتمل بناؤها بعد اضر اصحابها الى تعليق اعلانات داعمة للتعديلات الدستورية ، هذا عدى عن بعض المسؤولين الحكوميين و رجال اعمال ، فرئيسة مجموعة نواكوط الحضرية اماتي بنت حمادي كانت لها مبادرة واسعة الانتشار ، و التي اعتمدت فيها على مجموعة من عمال المجموعة في مناكب العاصمة الاكثر تهميشا ، فيما بقي آخرون على تواصل بطريقتهم الخاصة حيث خصصت احدى المبادرات في دار النعيم عشر باصات لنقل الناس من الميناء و حي المربط بالذات من اجل الحشد امام الوزير الذي حضر احد انشطة المبادرة ، هذا عدى عن نقل العشرات من المواطنين الى الداخل من اجل المشاركة في المهرجانات ، آخر إبداعات أو اختراعات الحملة المنصرمة كان إجبار مدراء المدارس على الإتيان بعشرين فرد من بين العمال و المعارف كي يصوتوا بنعم على التعديلات الدستورية يتحدث معلم الى فرينا لقد اتصلت بي مديرتي و قالت ان علي جمع عدد من الناس ان داعما للتعديلات الدستورية ، و مع اجابتي بالرفض و انني لست بداعم للتعديلات و لكنها تصر على ان اقوم بالامر من اجلها ، سيدة أخرى تحدثت بطريقة اكثر عفوية ، لقد جاءني قريبب و هو مدير للمدرسة و طلب مني بعض بطاقات التعريف الداعمة للتعديلات عنما سالته عن السبب قال انها اوامر من جهات عليا بالوزارة .

لقد كانت الحملات السابقة مواسم انتخابية و لكن هذه الحملة بالذات هي الأغرب على الإطلاق من حيث ان السكان هم الذين اضروا إلى تمويل مبادراتهم بأنفسهم و بالاعتماد على بعض رجال الأعمال الذين يسعون على مصالحهم الشخصية ، في المحصلة يبدو إن موريتانيا بحاجة حقا الى فقرائها و حتى في المواسم الانتخابية من اجل أن يتم بهم شحن الحملات و جعلها أكثر حيوية ، دون تحديد مقابل لذلك .

 

متابعة فريق التحرير