الحقيقة جوهر أم معنى ؟ / ابوبكر / محمد

أحد, 04/19/2015 - 14:01

ظهرت الفلسفة أول ما ظهرت في الحضارة اليونانية وكان لقب فيلسوف عصي التحصيل ولا يكمن ان يطلق على كل من هب ودب فالفيلسوف في نظرهم هو ذالك الشخص الحكيم صاحب العقل المنير المتفتح على علوم شتى ومهمته النبيلة وغايته البحث عن الحقيقة المطلقة ، لكن هل الحقيقة جوهر أم معنى ؟ وما هي الطريق التي تمكننا من الوصول إلى الحقيقة ؟ .

الفيلسوف هو ذالك الشخص المتفتح على علوم شتى ومهمته النبيلة كما ذكرت آنفا البحث عن الحقيقة المطلقة التي لا يساوره فيها أدنى شك ولا ريب وحقيقة الشيء كنهه أو جوهره إذا صح التعبير ولكن ما هي الطريق التي باستطاعتها أن توصلنا إلى الحقيقة ففي هذا أختلف الفلاسفة فمنهم من رأى أنه لكي يصل إلى الحقيقة فلا بد له من الحوار والتظاهر بالجهل والتوليد وهذا منهج سقراط القائل "إنني اعرف شيئا واحدا هو أنني لا اعرف شيئا" ، فسقراط هذا حكاية ورواية فهو يعتبر من أقدم الفلاسفة وقد ظهر في مجتمع لا يعرف شيئا عن الحقيقة وكانت مهمته وهدفه الأساسي هو البحث عن الحقيقة لم يجد من المناهج ليسهل عليه الوصول إلى الحقيقة إلا ما ذكرنا آنفا ، ولكن سقراط لم يجد الطريق مفروشا بالورود بالعكس فكانت مهمته شاقة وصعبة فقد واجهه السفسطائيين الذين يرفضون الاتفاق على الحقيقة فكان الصراع بين سقراط و السفسطائيين شديدا فضايقوه وحبسوه إلى أن قتلوه صامدا على موقفه ألا وهو البحث عن الحقيقة ، وفي هذا الطريق صار فيلسوف الحداثة ديكارت ولكن منهجه مغاير لمنهج سقراط فديكارت يرى بأنه لكي يصل إلى الحقيقة لا بد له أن يشك في كل شيء شكا منهجيا وهذا الشك ينتفي بمجرد الوصول إلى الحقيقة عكس المذهبي ، لقد انطلق ديكارت في منهجه هذا من التشكيك في معطيات الحس والعقل ، فديكارت كان يعتمد على معطيات الحس ولكنه أدرك أنها خداعة فقال : " ليس من الحكمة أن نثق فمن خدعنا ولو مرة واحدة " فلم يكن أمامه إلا العقل رغم أنه لم يكن يثق فيه ، ولكن قد قيل قديما مكره أحاك لا بطل ، فهذا هو ديكارت ومنهجه الصارم . أما المنهج الظاهرات أو الفينومينولوجي فهذا قد نحى منحا آخر هو كون هذا المنهج يحذر من إطلاق الأحكام جزافا فلابد من التأمل والدقة في الأحكام .

وعلى كل ما تقدم فحقيقة الشيء جوهره ولو أردنا الوصول إلى الحقيقة الحقا فلابد لنا من سلك إحدى المناهج المذكورة آنفا وتحذرنا الفلسفة من الدغمائية في الأحكام أيما تحذير فهي معادية للفلسفة ، فالفيلسوف حق فيلسوف بعيد كل البعد عن الدغمائية و الدغمائي هو صاحب الرأي الفريد الذي لا يقبل المراجعة في أحكامه أو قراراته ، والحقيقة الحقا لا بد لصاحبها من التجريد وهو الابتعاد عن الواقع مدة قصيرة لكي يصل إلى الحقيقة التي لا يساورها الشك ثم يعود وهذا هو الالتزام الفلسفي لذا يقال الفلسفة ملتزمة أو لا تكون .